غير انّ الواقع الجديد يشير الى انّ الاحتياطي الفدرالي سوف يذهب في الاتجاه المعاكس، أي انه يتجه الى رفع اسعار الفائدة في شهر نيسان المقبل، كما أوحَت به تصريحات لعدد من المسؤولين الكبار في الاحتياطي الفدرالي.
ويعزو الكاتب التوقعات بانهيار الاسواق الى وجود اكثر من 76 مليون شخص في الولايات المتحدة الاميركية باتوا على شفير التقاعد، وسوف يعمد هؤلاء الى البيع في البورصات لتزيد الضغوط على الاسعار ويعيش هؤلاء في حال من الضياع إزاء اين هي أفضل فرَص الاستثمار؟
فالاتكال على اسعار الفائدة ومردود الادخارات لم يعد يغري أحداً، كما انّ التطلّع الى تحقيق الارباح في بورصات الاسهم أصبح بعيد المنال بعد بلوغ اسعار الاسهم مستويات قياسية وخيالية مرتفعة.
ولا يكتفي الكاتب في سرد تأثير تحركات هؤلاء الـ 76 مليون شخص، بل يذهب خارج الولايات المتحدة الى الصين التي تشهد حالياً تباطؤاً في النمو الاقتصادي، والذي سوف يمنعها من توفير الدعم للاقتصاد العالمي وذلك بعد 20 عاماً من النمو الاقتصادي القوي والمتواصل.
ويتوقع بدء الانهيار في كل من اوستراليا وكندا والدول الافريقية التي تعتمد على إنتاج السلع وتصديرها، وبعد الاضرار الكبيرة التي ألحقها انخفاض اسعار النفط بالاقتصاد الاوسترالي، وظهر ذلك في تراجع الاسهم الاوسترالية 14 في المئة في 2015 مسجّلة أوّل عام انخفاضي في اربعة اعوام.
كما انّ مؤشر شانغهاي في الصين تراجع %15 في الاشهر الثلاثة الاخيرة، بعد ان كان قد سجّل افضل أداء في القارة الاسيوية في العام 2015 عندما زاد %9، وكانت أسوأ التقارير الاقتصادية تراجع الصادرات في الصين بنسبة 25,40 في المئة في ثامن تراجع لها على التوالي.
وذلك فضلاً عن تضخّم الدين الحكومي في الصين، ما دفعَ مودير الى أن تخفّض درجة تصنيف الصين، وادى ذلك الى موجة هروب للاموال الى خارج البلاد. واعتبر الكاتب ان ّالمستثمرين يتجاهلون المخاطر الكبيرة بشأن الانهيار المقبل، والذي سوف يكون قاسياً جداً بالمقارنة مع أزمة العام 2007-2008 والازمة بين عامي 2000 و2002 عندما خسرت البورصات 20 تريليون في 2008 و5 تريليونات في 2002.
ويعزو الكاتب الانهيار الآتي الى توقّف الولايات المتحدة الاميركية عن سياسات التيسير الكمّي qe ودخول الصين في فترة التباطؤ التي يضاف اليها ازمة كبيرة متوقعة للقطاع المصرفي الصيني. وبناء عليه اعتبر الكاتب روبير سيموزاكي ان الذي يبقون أموالهم في اسواق الاسهم هم كمَن يقامرون بها، وأوصى بالتحول الى شراء الذهب والفضة.
واخيراً رأى انه حتى لو استعاد الاحتياطي الفدرالي الاميركي سياسات التيسير الكمي، وهي خشبة الخلاص الوحيدة والاخيرة، فإنّ ذلك سينقذ الاسواق لبرهة فقط، أما بعد ذلك فسيكون الانهيار المؤكد.