Site icon IMLebanon

إتّفاق “فتح” والإسلاميين يَسقُط بالدم والإغتيالات

 

 

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

لم يكد يمضي أسبوع ونيّف على اتفاق المصالحة بين «فتح» و»الشباب المسلم» في مخيّم عين الحلوة، والذي لم ينفَّذ أساساً، حتى سقط بضربةٍ دموية قاسية تعرّضَت لها «فتح» على أيدي جماعة بلال بدر، أحد قياديّي «فتح الإسلام». وقد شهد المخيّم أمس توتّراً كبيراً وإطلاقَ نار متقطعاً، وسط استنفار مسلّح للطرفين، فيما تتواصل مساعي التهدئة لبنانياً وفلسطينياً.شهدَ مخيّم عين الحلوة انتكاسة أمنيّة كبيرة، بعدما لم تلتزم الجماعات التكفيرية اتفاق وقف إطلاق النار، وكانت الشرارة الأولى لبدء الاشتباكات الأخيرة، حسب مصدر فلسطيني لـ«الجمهورية»، إطلاق أحد عناصر «فتح الإسلام» -عمر الناطور- النارَ على أحد عناصر «فتح» عبدالله قبلاوي فقتله فوراً، فيما قتِل شقيق مطلِق النار، محمود الناطور، كردّة فعل ثأرية، وسَقط جريحان في الاشتباكات، هما جميل اسماعيل وابراهيم أبو شقرا»،

مشيراً إلى انفجار أكثر من ثمانية قنابل ليل أمس الأوّل إضافةً إلى عدد من القذائف الصاروخية «B7»، ناهيك عن قنصٍ متقطّع وإطلاق نار متبادل، كلّها تركّزت في منطقة الشارع الفوقاني، في ظلّ استنفار عام ساد كلَّ أحياء المخيّم بين «فتح» والإسلاميّين المتشدّدين من «جماعة بدر» و»فتح الإسلام».

ولفتَ المصدر إلى أنّ «التكفيريين لا يريدون مصالحةً ولا احترامَ الأمن في المخيّم ولا صونَ أهله وحياتهم، وهم يتجهّزون للمعركة الآتية التي تَسمح لهم بالتمدّد إلى أحياء جديدة، وهذا الوضع سيُعيد الأمور إلى المربّع الأوّل، أي إلى الاشتباكات التي دارت الصيف الماضي وحصَدت قتلى وجرحى وأضراراً لا تزال تداعياتها ماثلة حتى الآن».

ودعا «فتح» إلى «حسمِ الأمور والاستنجاد بقوّات من المخيّمات الأخرى حتى لا يتحوّل عين الحلوة كبشَ محرقة التكفيريين، ويضيع كما ضاع نهر البارد أو اليرموك في أيدي التكفيريين الإرهابيين الذين يتحيّنون الفرَص للتوسّع في مخيّم عين الحلوة، لأنّهم مثلُ «جبهة النصرة» و«داعش» أصحابُ تاريخ أسود مليء بالقتل والإجرام».

وكانت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا برئاسة قائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب قد عَقدت اجتماعاً طارئاً خلصَت فيه إلى مطالبة العائلتين بتسليم مطلِق النار، وذلك على وقع اتصالات لبنانية سياسية وأمنية رفيعة المستوى للتهدئة وعدم الانجرار إلى اشتباكات دامية.

وقد أقفَلت المحالّ أبوابَها وخلت الشوارع من المارّة، فيما نَزح عدد من العائلات خوفاً من توتّر الوضع فيه، وأقفَلت مدارس «الأونروا».

من جهته، أكّد قائد القوّة الأمنية الفلسطينية في المخيّمات اللواء منير المقدح لـ»الجمهورية» أنّ «القوّة باشرت التحقيقات للقبض على قتَلة قبلاوي والناطور»، مشيراً إلى «وجود تواصل مع آل الناطور و«الشباب المسلم» الذين استنكروا ما حصل».

 

وشدّد على أنّ «القوّة الأمنية منتشرة في المخيّم لضبط الوضع وتثبيت الهدوء وإنهاء الملف بتسليم القتَلة»، مؤكّداً أنّ «الأمن في المخيّم ممسوك وهناك اجتماعات متواصلة للقوى الفلسطينية رفضاً للتوتير والفتنة».

 

ولفتَ إلى أنّ «الأولوية هي توقيف عمر الناطور. وسنقوم بما يلزم لتوقيفه، كما سنتابع كلّ ما يَرد من أخبار عن مكان وجوده، وإن اضطررنا لتنفيذ مداهمة للقبض عليه فسنقوم بذلك، ولن نسمح بأخذ المخيّم إلى المجهول».