كتبت “النهار”
فراشة اصطادتها رصاصة طائشة. على شرفة منزلها كانت تتنقل حين طاولها جهل أناس خارجين من كهوف اللا وعي واللا مسؤولية، أسقطها أرضاً فغرقت بدمائها. الاصابة كانت قاتلة، إذ على رغم مقاومتها ساعات الا انها في النهاية استسلمت، رحلت آخذة معها براءتها وضحكتها وجمالها.
هي الطفلة باتينا رعيدي (8 سنوات) التي ستوارى الثرى الأربعاء 30 آذار نتيحة رصاصة أتراح أطلقها أحد الوحوش التي تسكن بيننا، والتي لم تتروض بعد على أن الرصاص الطائش ازهق ارواح المئات في لبنان لا لذنب ارتكبوه الا لأنهم كانوا في المحيط مع خارجين من الكهوف.
عند الساعة العاشرة من صباح أمس وقعت الكارثة، “خرجت ابنة تنورين الى شرفة منزلها في منطقة قرطبون- جبيل لإقفال حنفية الماء فأُغلق كتاب حياتها قبل أن تتمكن من ملء صفحاته كاملة، والسبب رصاصة استقرت في رأسها، نقلت على أثرها الى مستشفى سيدة مارتين – جبيل، لتتوفى عند الساعة الثامنة من صباح اليوم”، بحسب ما قاله عمها الياس لـ”النهار”.
مراسم جنازة في محيط منزل رعيدي في الأمس كانت السبب في جنازة باتينا إذ قال الياس: “علمنا أن اطلاق النار مصدره جنازة تبعد عن بيت شقيقي، حوادث عدة مشابهة حصلت وستحصل إن لم يوضع حد للاستهتار بحياة الناس ومحاسبة مرتكبي هذه الافعال”.
عائلة رعيدي مصدومة فقد خسرت بهجة المنزل وفرحته، ولفت الياس: “كانت باتينا في اجازة مدرسية ولن تعاود رؤية زملائها في مدرسة الوردية، سنفتقد ضحكتها والحيوية التي كانت تملء المكان بها، والداها مصدومان من هول الكارثة، شقيقتها ابنة الثلاث سنوات تسأل عنها، كل من عرفها أحب براءتها وطلاقتها”.
فاقدة الوعي وصلت باتينا الى المستشفى، مع توقف في التنفس”، بحسب فيفيان صفير من ادارة مستشفى “لامارتين”، وتكمل “في الواقع كانت متوفاة على الرغم من ان جسمها حاول المقاومة، اليوم صباحاً نزعت الرصاصة من رأسها بناء على طلب القوى الامنية التي حضرت الى المكان وفتحت تحقيقاً بالحادث”.
مصدر في قوى الأمن الداخلي اكد لـ”النهار” أنه “الى الآن لم يتم توقيف أحد، والتحقيق مستمر لمعرفة مطلق النار وتوقيفه”.
هي رصاصات الموت التي اعتاد اللبنانيون إطلاقها في الأفراح والأتراح وكل المناسبات من دون أن يعوا حجم الكارثة التي يسببونها بهجميتهم لعائلات تفتقد أحبائها في لحظة غادرة!
هذا ونشرت الـ”mtv” تقريرًا تحدثت في عن مقتل الطفلة بيتينا رعيدي.