كتب شادي عواد لصحيفة “الجمهورية” يعتقد مستخدمو التكنولوجيا أنّ عمليات إختراق الأجهزة تتمحور فقط حول برامج خبيثة مهمتها تعطيل الجهاز أو سرقة الأرقام السرّية للبريد الإلكتروني.
إتخذت عمليات التجسّس على الأجهزة الذكية والكمبيوتر في الآونة الأخيرة منحىً جديداً، يتمثّل بتشغيل كاميرا الجهاز من دون علم المستخدم باللجوء إلى بعض البرمجيات الخبيثة. وإذا نجح المخترق في الدخول إلى جهاز المستخدم، فمن السهل عليه إختراق كاميرا الجهاز الخاصة به.
فكاميرات الأجهزة الذكية والكومبيوترات تمثّل مجالاً واسعاً لإنتهاك خصوصية الحياة الشخصية لمستخدمي هذه الأجهزة، من خلال إمكان إختراقها ببرامج خبيثة، وتشغيلها من دون علم المستخدم، بحيث يتمكّن المخترقون من التقاط الصوَر، وتسجيل الفيديو والصوت ومعرفة مكان المستخدم، ليتمّ بعدها إبتزازه وتهديده بنشر الصوَر وبيعها.
أسباب الإختراق
هناك العديد من الأسباب التي تدفع القراصنة إلى إختراق كاميرات الأجهزة والكمبيوتر. ومنها التجسّس على الأصدقاء أو الأزواج أو إختلاس النظر لأخذ صور فاضحة، ومن ثمّ القيام بإبتزاز المستخدم أو المستخدمة أو بيع هذه الصور ومقاطع الفيديو في المواقع الإباحية من أجل الحصول على المال.
كذلك من الأسباب أيضاً مراقبة المنزل، ومعرفة مواعيد خروج المستخدم، حتى يتمكن اللصوص من إقتحامه وسرقته، وغيرها من الأسباب التي تطال المستخدم ومحيطه بطريقة مباشرة.
حماية الجهاز
لمواجهة هذه التهديدات المتنامية، تنشط المنظمات المعنية بالإستخدام الآمن للإنترنت، وخبراء أمن الكمبيوتر، لتوعية المستخدمين، لا سيما الشباب، على أهمية برامج مكافحة البرمجيات الخبيثة، والتأكد من توقيف عمل كاميرات الجهاز، في حال عدم إستخدامها.
وفي هذا السياق أيضاً هنالك مسؤولية كبيرة على المستخدم نفسه، الذي يمكنه أن يحمي كاميرا جهازه بسهولة من خلال بعض الخطوات الأساسية السهلة التي من شأنها منع أيّ شخص من القيام بعملية الإختراق. لكن هنا نشير الى أنّ تغطية الكاميرا فقط لا توفر الحماية اللازمة، لأنّ ذلك يحجب فقط الصورة لكنه لا يحجب الصوت.
ومن أبرز الخطوات التي يجب القيام بها هي الحرص على إستخدام برمجيات موثوقة لمزيد من الراحة والأمان، والقيام بتفعيل جدار الحماية لمنع مستخدمي الإنترنت غير المخوَّلين من الوصول إلى شبكات الإتصال الخاصة. وهذه الخطوة تُعتبر أساسية وضرورية، تمنع وصول أيّ طرف ثالث أو أيّ مخترق إلى كاميرا الجهاز.
كذلك يجب على المستخدم، لتفعيل حماية جهازه، إستخدام أحد البرامج المتخصصة للحماية لمكافحة الفيروسات والتطبيقات الخبيثة لتجنّب إصابة الجهاز. وهذه البرامج تعمل لمنع أيّ شخص من التجسّس على الجهاز. كما يجب الحرص على تحديث الجهاز بإستمرار. والتحديثات توفرها الشركات المصنّعة للأجهزة لتصحيح بعض أخطاء نظام التشغيل، وأيضاً لسدّ ثغرات إنكشفت لاحقاً، تسمح بإختراق الجهاز.
إضافة الى كلّ هذه الإجراءات، يعتبر مفتاح الأمان من أهم الخطوات التي يجب على المستخدم القيام بها. حيث من المفضل إستخدام مفاتيح الأمان القوية، لا سيما إذا كان يُستخدم جهاز بثّ لاسلكي للإنترنت، أو كاميرا تبثّ لاسلكياً. وهنا، ينصح الخبراء بتغيير كلمات السرّ دورياً وعدم إستعمال تواريخ معروفة وأسماء الأحبّاء في كلمات السر، لأنه من السهل كشفها.