IMLebanon

قمة في بكركي تتصدى للتهميش المسيحي!

Bkirki

أفادت أوساط كنسية لـ”المركزية” الى ان الصرح البطريركي في بكركي يتحضر لاستقبال قمة روحية مسيحية يجري الإعداد لها داخل لجنة مصغرة تم تشكيلها كُلفت وضع عناوينها ومواضيعها الاساسية بالتشاور والتنسيق مع قادة الطوائف، على أن يحدد موعدها في الأيام المقبلة، مشيرة الى ان مجموعة عوامل خارجية وداخلية تحتّم عقدها في هذه الحقبة الدقيقة التي تمر بها المنطقة ولبنان.

وتشرح الاوساط المطلعة على اعمال اللجنة ان المرحلة الحالية مفصلية، فالحلول تُرسم للأزمات التي تتخبط فيها اكثر من دولة عربية منذ سنوات، والتسويات التي يُعمل عليها على صعيد دولي، يذهب بعضها الى تغيير أنظمة برمّتها لارساء أخرى. وأمام هذا المخاض، لا بد من موقف مسيحي موحد مما يدور في المحيط ومن المشاريع الجديدة المطروحة، بخاصة ان المكون المسيحي متجذر في المنطقة وجزء لا يتجزأ من نسيجها الديموغرافي ومن فسيفسائها الحضاري. وبالتالي، تقول الاوساط، ان القمة تأتي لتذكّر بدور المسيحيين في الشرق ولتؤكد على ضرورة عدم تخطي كلمتهم لدى صياغة الحلول وعدم تهميشهم في الصيغ التسووية التي تُنسج، فصحيح ان التطورات السياسية والامنية التي شهدها عدد من الدول ساهم في تقليص دورهم الى حد كبير، الا ان هذا الانكفاء القسري لا يعني اختفاءهم او اضمحلال تأثيرهم في أوطان ساهموا في نهضة معظمها.

واذ تشير الى ان خطوات مستقبلية يجب ان تعقب القمة لتدعيم مقرراتها، تلفت الاوساط الى ان التآمها يشكل امتدادا لحراك دولي كنسي وسياسي خصص لمتابعة اوضاع مسيحيي الشرق، كانت محطته الابرز اللقاء التاريخي الذي جمع الحبر الاعظم البابا فرنسيس والبطريرك المسكوني كيريل في كوبا. الا ان القمة تعقب ايضا تكليف الفاتيكان أخيراً أحد الاساقفة الانتقال الى المنطقة لاعداد دراسة عن اوضاع المسيحيين فيها وتتزامن واتصالات بين الكرسي الرسولي وروسيا وفرنسا تحمل همّ الوجود المسيحي في الشرق وكيفية صونه.

أما داخليا، فتقول الاوساط ان الشغور الرئاسي سيتصدّر النقاشات، حيث سيكرر القادة الروحيون الدعوة الى انجاز الانتخابات في أسرع وقت، تحصينا للواقع اللبناني أكان مواكبة للتسوية المرتقبة أو تفاديا للنيران المشتعلة في المحيط، وسيشددون على ضرورة ايجاد الصيغة المثلى لوضع حد للشغور سيما وان غياب الرئيس يهمش الدور المسيحي محليا واقليميا على حد سواء، حيث أن رئيس لبنان هو المسيحي الوحيد في المنطقة. كما سيعرض المجتمعون لواقع المؤسسات الدستورية المشلولة وسيدعون الى تفعليها من باب انتخاب رئيس، كما سيبحثون في ملف الحضور المسيحي في الادارات والمؤسسات العامة وضرورة مراعاة التوازنات في توزيع المقاعد والمناصب.

وتلفت الاوساط الى ان القمة ستضع خريطة طريق لمتابعة مجمل القضايا المطروحة وستخرج بموقف مسيحي موحد من التطورات محليا واقليميا. وعليه، يفترض ان تمهد الطريق لعقد قمة مسيحية – اسلامية في المرحلة المقبلة، بعد ان تبين لمن حاولوا تنظيمها اليوم ان ظروف عقدها، لم تنضج.