Site icon IMLebanon

“حزب الله” عاجز عن 7 أيار جديد!

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ موقف “حزب الله” من الاستحقاق الرئاسي عموما ومن ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون خصوصا، لا يزال يثير التساؤلات في صفوف مكونات 14 آذار، التي لم تفهم حتى اللحظة سبب عدم اطلاق “الحزب” ورشة سريعة داخل بيت 8 آذار، عنوانها رصّ الصفوف خلف “الجنرال” في السباق الرئاسي، مستفيدا من تخلّي “القوات اللبنانية” عن ترشيح رئيسها سمير جعجع وإعلانها تأييد العماد عون للرئاسة. ولم تجد قيادات 14 آذار تفسيرا منطقيا لجلوس “الحزب” في موقع المتفرّج على الحلقة المفرغة التي تتخبط فيها ترشيحات شخصيتين من فريقه السياسي العماد عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، سوى أنه ينتظر كلمة السر من طهران للافراج عن الرئاسة، أما ايران فتنتظر بدورها ما سيؤول اليه الحل السوري والتطورات في اليمن والعراق لتلعب عندما يحين وقت التسوية الشاملة ورقة الاستحقاق اللبناني.

هذا في الاستراتيجي، أما في التكتي، فيعتبر وزير سابق عبر “المركزية” أن اكتفاء “الحزب” بدعم عون كلاميا ليس صدفة، بل قراره هذا مدروس ومدوزن. فحزب الله الذي يدرك جيدا تركيبة لبنان وتوازناته الدقيقة الهشة، لن يغامر الى النهاية أو يبذل جهودا استثنائية لايصال عون الى بعبدا، ذلك انه يعرف ان حليفه لا يتمتع بالصفات التوافقية حيث تعارضه شريحة واسعة من الطائفة السنية التي يمثل سوادها الاعظم “تيار المستقبل” ولا تنفكّ التطورات السياسية اليومية، وآخرها دبلوماسي، تزيد من حجم الهوة بينهما. وعليه، لن يجازف “الحزب” في تأييد مرشح قد يحمل في خلفياته مشروع “فتنة” مستقبلا، سيما وان خطوة كهذه قد تقطع آخر خيوط الحوار السني – الشيعي المستمر بين “المستقبل” و”الحزب” رغم الخلاف العمودي بينهما. في السياق نفسه، يقول الوزير ان القيادة الشيعية تعي جيدا حقيقة المخاض الذي تشهده المنطقة، حيث تطبخ التسويات للازمات في سوريا واليمن والعراق على يد الاميركيين والروس، على شكل حلول ستأخذ بلا شك في الاعتبار، موازين القوى داخل كل دولة ولن تأتي لصالح طرف على حساب آخر، و”الحزب” وان لم يكن يجاهر في الامر لاعتبارات متصلة بشارعه، الا انه يدرك ان لا بد من تفاهم بينه وبين القيادة السنية المتمثلة بالرئيس سعد الحريري في المرحلة المقبلة، قد يبدأ باتفاق حول رئاسة الجمهورية بعد ان يتبين للجميع ان انتخاب رئيس طرف من سابع المستحيلات.

في المقابل، تقول اوساط سياسية في قوى 14 آذار ان تبني الرئيس الحريري وبعض مكونات 14 اذار ترشيح النائب فرنجية قضى على اي امكانية لتصعيد عسكري لحزب الله لفرض أي مرشح رئاسي على غرار ما حصل في 7 ايار 2008 عندما اجتاح مسلحو “الحزب” بيروت للضغط في اتجاه انتخاب رئيس بعدما أيد وصول العماد ميشال سليمان الى بعبدا، متجاهلا حينها ترشيح حليفه العماد عون. وتوضح الاوساط ان “الحزب” لا يمكنه ان يكرر اليوم 7 ايار لصالح عون في وجه فرنجية الذي وصفه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بـ”نور العين” ولا يمكنه استخدام الشارع للضغط طالما ان المرشحين الجديين من فريق 8 اذار بعدما تخلت قوى 14 اذار عن دعم مرشحها وتراجعت حتى عن المطالبة برئيس توافقي.