ميليسا لوكية
في غمرة ما يعايشه لبنان من أجواء شاحبة على أكثر من صعيد، وإلى جانب ما يتكبّده من خسائر يومياً، يبرز قطاع الامتيازات كنجمة ساطعة في الفلك الاقتصادي، إذ يشهد إقبالاً واسعاً في العالم العربي خصوصاً، لأسباب يلخّصها المعنيّون بقدرة الماركات اللبنانية على منافسة الأسماء العالمية الصاعدة. وفي حين أنَّ الأخير يشكّل 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كان لا بدّ أن يكون ذلك حافزاً لتعزيزه وإيصال الطعم اللبناني إلى كل بقاع الأرض.
لم تكتف الماركات اللبنانية، وخصوصاً المطاعم، بمدّ انتشارها على الأراضي اللبنانية فحسب، بل شاء أصحابها حملها إلى خارج الحدود، في مبادرة منهم لتسويق طريقة العيش اللبناني في الخارج. وقد وصل عدد فروع بعض المؤسسات المحلية في دبي إلى نحو 50 مطعماً، أبرزها مطعم عبد الوهاب، ليلى، كلاسيك برغر، مايريغ، كبابجي، كاسبر أند غمبينيز، زعتر وزيت وغيرها، علماً أنَّ لعدد منها فروعاً عدّة موزّعة على أراضي الإمارة.
وتشهد حالياً الماركات اللبنانية، وفق نائبة رئيس جمعية تراخيص الامتياز مديحة رسلان، إقبالاً واسعاً، خصوصاً أنَّها قادرة على منافسة الماركات العالمية الصاعدة. وتضيف لـ”النهار” أنَّ هذه الأخيرة تستطيع أن تتأقلم سريعاً مع متطلبات الأسواق التي تحطّ رحالها فيها، فضلاً عن قدرتها على فهم ثقافة الأسواق المعنية وتقديم ما يتناسب وأذواقها”.
وتؤكد رسلان أنَّ من يقصد دبي مثلاً، يلاحظ أنَّ المطاعم اللبنانية تقع في أفضل الأماكن وأكثرها تميّزاً، “لأنَّ الأرباح التي تحقّقها مضمونة ومكفولة بذوق اللبنانيين في هذا المجال وخبرتهم الواسعة، ما يجعلها محط أنظار المهتمين ونقطة جذب قوية لهم”.
ويُقارَن الانتشار الذي يحقّقه هذا القطاع بذاك الذي تحقّقه نقطة الزيت، وفق رسلان، التي تؤكد أنَّه تمكن من الوصول إلى محتلف دول العالم، مع الإشارة إلى أنَّ سوقه الطبيعية هي الخليج، مشدّدة على أنَّ مبادرة جديدة ستبصر النور قريباً، وتتمثّل في “Arabs Brands institute”، على أن يكون الهدف تشجيع التبادل الاقتصادي بين الدول العربية وحضّها على تبادل الامتيازات في ما بينها.
ويفوق قطاع الامتيازات في لبنان ما قيمته 1.7 مليار دولار سنوياً، أي ما يوازي 4% من الناتج القومي. وتنتشر الامتيازات اللبنانية في أبرز القطاعات الاقتصادية اللبنانية وفي أكثر من 35 بلداً ويعمل فيها نحو 99 ألف شخص ولها 5500 نقطة بيع، وما يوازي ذلك من عدد المشغّلين الأجانب في لبنان، في حين أنَّ 75% من هذه الامتيازات خارج لبنان موجودة في دول الخليج، وهي قد تكون للبنانيين أو خليجيين أو عرب ويعمل فيها لبنانيون أوخليجيون أو عرب.
وستكون العاصمة بيروت على موعد مع معرض “أوريكا” السنوي في نسخته الـ23، بين 5 نيسان المقبل و8 منه في مجمّع “بيال”، على أن يجمع 385 مشاركاً و30 خبيراً دولياً وطهاة عالميين، ومن المتوقع حضور أكثر من 15 ألف زائر. وتكمن أهميته بالنسبة إلى قطاع الامتيازات بأنَّه يسلّط الضوء على فنّ الطهو في المنطقة، ويعمل على إيصال خبرة المشاركين إلى الخارج، وإتاحة الفرصة لهم لعرض نجاحاتهم أمام آلاف الزائرين من مختلف أنحاء العالم وتقديم عروض حيّة يقيمها طهاة لبنانيون مشهورون.