دَعا عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر، في حديث لصحيفة ”الجمهورية”، للحضور إلى مجلس النواب لانتخاب رئيسٍ للجمهورية بدلاً من النزول إلى الشارع، لافتاً الى أن لا مؤشرات الى حل قريب للإنتخابات. وأكّد الجسر أنّ “رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ليس مُرشّح تيار “المستقبل” فقط، إنّما أيضاً مُرشّح كتل سياسية أخرى، غير أنّ كتلتنا أعلنت تأييدها له”، محذّراً من أنّ “النزولَ إلى الشارع والنزولَ المضاد لعبة خطرة وغير مناسبة وهي خروج عن الدستور”.
وقال: “بدلاً من النزول إلى الشارع، يمكن الذهاب إلى مجلس النواب لحلّ المشكلة، ونتمنّى أن تسير الأمور في النهاية بطريقة أفضل وفي مسارها الطبيعي والصحيح من دون تحدّيات”، لافتاً إلى أنّه “حتّى الآن، لا مؤشّرات إلى وجود انتخابات قريبة لكن يمكننا حلّ القضية بمفردنا، إذا أردنا بالطبع، فإذا دخلنا إلى المجلس وانتخبنا، ما من أحد سيقول لنا لا تنتخبوا”.
وفي ما يتعلق ببداية حلّ الأزمة السورية سياسياً واحتمال امتداد الحلّ إلى لبنان عبر انتخاب رئيس، أشار الجسر إلى أنّ “ذلك ممكن، فالظروف والحسابات تتغيّر وهناك أطراف لا مصلحة لها في التعجيل حالياً يصبح لها مصلحة في ذلك خلال مرحلة لاحقة”، معتبراً أنّ “في حال دخل الحلّ السلمي والسياسي في سوريا وأخذت الفرصة مجراها الكامل، فسيتغيّر بالتأكيد بعض الأمور ما يمكن أن يُسرّع في الانتخاب”. ولفت إلى “عدم وجود أسماء مستقلة يتمّ تداولها لتولّي رئاسة الجمهورية”.
وفي السياق، تحدث الجسر عن “اختلافٍ كبير وجوهري مع “القوات اللبنانية” في شأن الإنتخابات الرئاسية، وهذا أصبح واضحاً للجميع”، مشيراً إلى “مسائل أخرى وُجدت كرؤى في مناسبة “14 آذار” أكثر من وجود مشروع”.
وأوضح “أننا نتفق مع “القوات” على العناوين العريضة والسيادية ونزع السلاح وعدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى لتفادي فتح مجال التدخّل عندنا”، معتبراً أنّ “هناك تأثيراً للقرار في الإنتخابات البلدية على العلاقة لكنّ ذلك لم يقطع التواصل بيننا، ولا اختلاف أساسياً في شأن هذه المسألة”.
وأكّد أنّ “التحالفات في الإنتخابات البلدية لها طابع عائلي أكثر منه سياسياً”، مضيفاً: “مثلاً لا شك في وجود شعبية لـ”حزب الله” وانتشاره الواسع في قرى جنوب البلاد، غير أنّ الفوز لم يكن حليفه في كُلّ القرى خلال الانتخابات الماضية، والقريبون من الحزب رجّحوا الاعتبار العائلي في القرية”. وشدّد على أنّ “إمّا نتفق معهم أو مع غيرهم على كُلّ القرى أو يكون لكُلّ فريق مشروعه”.
من جهة أخرى، شدّد الجسر على أنّه “في ظلّ الظروف التي نمرّ فيها داخلياً أو خارجياً، أعتقد أنّ الحوار يجب أن يكون حالة دائمة لا عرضية”، لافتاً إلى أنّ كُلّ طرف يوضّح للثاني نقاط الاختلاف وعلى أيّ أساس أُخذت المواقف السياسية، ما يُبدّد أوهاماً كثيرة تتراكم في رأس الطرف الآخر جرّاء المواقف المُتخذة”.
إلى ذلك، أعلن الجسر أنّ “الأزمة مع الدول الخليجية ستُحلّ قريباً وما حصل كان بسبب تصرّف غير عقلاني. فترحيل بعض الدول العربية للبنانيين يرتبطون بـ”حزب الله” له علاقة بأمن الدولة المعنية وهذا من أدنى واجبات أيّ دولة”، موضحاً أن “لا دولة في العالم تقبل بوجود أشخاص على أرضها يُشكّلون خلايا أو يُحضّرون عملاً إرهابياً”.
في سياق آخر، نفى الجسر وجود أيّ خوف من توطين السوريين في لبنان، “وما يُحكى عن خطط لتوطينهم هو مجرّد مادة لإلهاء اللبنانيين عن لياقة استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أتى لتقديم المساعدة الى لبنان في هذا المجال، أو لإلهائهم عن أيّ موضوع آخر لأنّ فكرة التوطين تُعتبر وهماً”.