IMLebanon

إحذروا علامات نقص الأوميغا 3!

omega3

 

كتبت سنتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

من الشائع جداً ربط بعض الأعراض الجسدية بنقص مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم. على سبيل المثال، قد يُشير التعب وفقر الدم إلى إنخفاض الحديد، أما فقدان البصر وزيادة العدوى الفيروسية فقد يدلّان على قلّة الفيتامين A. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ عدم الحصول على جرعات كافية من الأوميغا 3 يؤدّي بدوره إلى مجموعة إنعكاسات سلبيّة؟

أظهرت الأبحاث أنّ الأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 مهمّة جداً للإنسان، خصوصاً أنها تساعد على خفض الإلتهابات، وخطر الإصابة بالمشكلات الصحّية المُزمنة مثل أمراض القلب، والسرطان، والتهاب المفاصل. وجد العلماء أيضاً أنّ هذه المادة تتركّز بشكل كبير في الدماغ، ويبدو أنها مهمّة جداً للوظائف الإدراكية والسلوكية.

وعلى غرار أيّ فيتامين ومعدن، تبيّن أنّ تدنّي مستويات الأوميغا 3 في الجسم قد يكون مسؤولاً عن ظهور بعض العلامات الجسديّة وحتى النفسيّة، أبرزها:

الكآبة

توصّل الباحثون إلى أنّ المناطق التي تستهلك كمية منتظمة من الأوميغا 3 سجّلت مستويات أدنى من الكآبة. قد يعود هذا الأمر أولاً إلى أنّ هذه المادة تتركّز بشكل كبير في الدماغ وتضبط نشاطه العصبي، وثانياً فهي ضرورية للناقل العصبي المعروف بالسيروتونين الذي يضمن إستقرار الحالة المزاجية.

الالتهابات

أكّدت الدراسات الأخيرة مجدّداً على خصائص الأوميغا 3 المُضادة للإلتهابات. شمل بحث نشرته «Institutes of Health» نحو 125 شخصاً خضعوا لنظام غذائي يحتوي مكملات الأوميغا 3. بعد إستخدامٍ دام 75 يوماً فقط، 60 في المئة من المشاركين قالوا إنّ الألم في مفاصلهم قد تحسّن، و80 في المئة شعروا بالرضا عن هذا التحسّن، و88 في المئة إستمرّوا في إستهلاك مكملات الأوميغا 3.

زيادة الوزن

تبيّن أنّ الأوميغا 3 تساعد على زيادة النشاط الأيضي في الخلايا. وبالعكس من ذلك، يمكن لنقص هذه المادة في النظام الغذائي أن يُبطئ الأيض ويؤدّي إلى زيادة الوزن. لتفادي هذا التأثير، من الضروري ضمان جرعة جيّدة من الأوميغا 3.

أمراض القلب

إستناداً إلى دراسة أجرتها «Harvard School of Public Health»، تبيّن أنّ 40 في المئة من المشاركين الذي توفوا من أمراض القلب عانوا مستويات مرتفعة من الكولسترول السيّئ (LDL). الأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 فعّالة جداً في خفض مستويات الكولسترول السيّئ في الجسم. ناهيك عن أنها تساعد على تقليص الالتهاب، وخفض ضغط الدم، والحدّ من تخثّر الدم، وهي العوامل الثلاثة التي قد تساهم في تدنّي خطر أمراض القلب.

صعوبة في التعلّم

تتركّز الأوميغا 3 بنسبٍ عالية في الدماغ وتساهم في الأداء الطبيعي للخلايا العصبية. لكن عندما تنخفض هذه الأحماض الدهنية الأساسية، فإنّ الكيماويات المُحيطة بالدماغ تكون غير كافية، ما يثبّط عمل الخلايا العصبية وقد يؤدّي إلى صعوبة في التعلّم وحفظ معلومات جديدة.

بشرة غير صحّية

الأحماض الدهنية الأساسية مسؤولة عن صحّة أغشية الخلايا في البشرة. تعمل هذه الوظيفة بمثابة حاجز للأشياء الموجودة في الهواء التي قد تُلحق الدمار بالبشرة. فضلاً عن أنّ الأوميغا 3 تسمح للجلد بإمتصاص المغذّيات الصحّية وطرد البقايا التي تكون مؤذية. لكن عندما تنخفض مستوياتها في الجسم، فإنه لا يمكن الإستفادة من هذه الآلية.

فقدان الذاكرة

في دراسة شملت أشخاصاً يبلغون 55 عاماً وما فوق ويشكون من ضعف الذاكرة، حصلت المجموعة الأولى على مكملات الأوميغا 3 لمدة 6 أشهر، في حين زُوِّدت الثانية بدواء وهمي.

تبيّن أنّ الأشخاص الذين إستهلكوا المكملات أدّوا النشاط المرتبط بالذاكرة بمعدل مرّتين أعلى مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا على الدواء الوهمي. من المرجّح أن يكون هذا الأمر نتيجة إرتفاع تركيز الأحماض الدهنية الأساسية في الدماغ التي تُعدّ عنصراً أساسياً لبلوغ الوظيفة المعرفية ذروتها.

تثبيط وظائف الجهاز المناعي

لا غنى عن إستهلاك الأوميغا 3 لتحسين وظائف الجهاز المناعي. الـ«Eicosanoids» عبارة عن مواد شبيهة بالهرمونات يتمّ إنتاجها في الخلايا، وبعضها يؤدّي وظائف مهمّة في تعزيز الجهاز المناعي، والوقاية من جلطات الدم، وخفض الألم.

تبيّن أنّ الأوميغا 3 تنتج الـ«Phospholipids» التي هي عبارة عن عنصر بنّاء لهذه المادة المهمّة. لكن من دون الحصول على جرعة جيّدة من الأوميغا 3، من المحتمل أن يصبح الشخص أكثر عرضة للأمراض بما أنّ جسمه يعجز عن إنتاج الـ«Eicosanoids» بمستويات كافية.

مشكلات في الرؤية

تُعتبر الأوميغا 3 مهمّة جداً لحماية صحّة العين. الضمور البقعي، ومتلازمة جفاف العين، والغلوكوما هي ثلاثة أمراض من المُحتمل الوقاية منها عن طريق ضمان جرعة جيّدة من الأوميغا 3. وجدت دراسة نُشرت في أوروبا أنّ الأشخاص الذين يستهلكون زيت السمك بإنتظام هم أقلّ عرضة للإصابة بالضمور البقعي بمعدل النصف.

لا شكّ في أنّ السمك يُعتبر من أفضل مصادر الأوميغا 3، خصوصاً السلمون، والمكاريل، والسردين. لكنّ هناك أيضاً مصادر أخرى نباتية كفيلة بتأمين مستويات جيّدة من هذه الأحماض الدهنية الأساسية، كبذور الكتان، والتشيا، والهمب، والجوز، والشوفان.