Site icon IMLebanon

جريمة بيئية بحق الجبل البلمندي

balamandi
فاديا دعبول

يهدد اهالي وسكان بلدة قلحات وجوارها في قضاء الكورة بتنظيم تحركات شعبية وقطع الطريق امام عمليات حفر ورفع الصخور غير القانونية، في الجبل المتاخم للاملاك في البلمند، وذلك نظرا لتأثير الحفريات البالغ على بيئة المنطقة وتدمير حضارتها.

تشويه الجبل البلمندي بدأ مع شركة “العالم العربي للالتزامات والادارة” (سوتغ) التي حصلت من وزارة الصناعة، بتاريخ 22 ايار 2015، على ترخيص لانشاء مجبل اسفلت ومجبل باطون جاهز من الفئة الثانية على العقار 948 في منطقة قلحات العقارية. وفي 25 ت2 من العام نفسه حصلت على ترخيص بالاستثمار من وزارة الصناعة قبل صدور تقرير الكشف الصحي. وفي حين لم تودع نسخة عن الترخيص بالبلدية، والمنطقة غير مصنفة صناعية، وهي مكشوفة على الاوتوستراد الدولي ومطلة على الواجهة البحرية، عدا عن ان الموقع يبعد 200 متر عن عقارات البلمند و570 مترا عن الدير، استدعى ذلك رفع البلدة شكوى امام مجلس شورى الدولة في 29 كانون الثاني لالغاء الترخيص. وتقديم اعتراض لوزير الصناعة. الا ان البلدية لم يردها اي جواب لا من وزارة الصناعة ولا من مجلس شورى الدولة.

وفي الاونة الاخيرة، تفاجأت بلدية قلحات كما الاهالي بأعمال حفر ناشطة لاستخراج صخور من ارض عقارات 949، 946 و952، فاعتقد البعض انها نتيجة رخصة المجبل. الا انه بعد المتابعة تم التثبت من ان العمل يجري بناء على وثيقة احالة صادرة عن وزير الداخلية والبلديات تمنح الموافقة لشركة “الجهاد للتجارة والتعهدات” باستخراج الصخور، لزوم تأمين المواد اللازمة لتنفيذ مشروع ردم المساحات في مرفأ طرابلس التي ستخصص للمنطقة الاقتصادية الحرة، مع تركيب طاحونة لزوم هذا المشروع، وذلك بتاريخ 11 ت2 من العام 2015 تحت الرقم 18612، ما دفع بلدية قلحات الى الطلب من محافظ الشمال ايقاف العمل في المنطقة التي تحولت الى مقالع. وفي حين استمر العمل، رغم تبليغ المحافظ من يلزم، نظمت امس البلدية محضر ضبط وعملت على ايداعه النيابة العامة.

تجاه ذلك، طالب عضو المجلس البلدي والمتابع للملف نيقولا المر بالوقف السريع لاعمال الحفر نظرا لاهمية المنطقة التراثية بمجاورتها للبلمند ولمستشفى قيد الانشاء، وموقعها المشرف على الواجهة البحرية وقربها من الاوتوستراد الدولي، اضافة الى ان عملية نقل الصخور يتم في شاحنات مكشوفة.

ورأى رئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت يعقوب خليل ان مشروع الحفر، الذي ينفذ في المنطقة التي تعد واجهة الكورة من جهة الاوتوستراد بما تمتاز به مكانتها من النواحي الثقافية والدينية والبيئية والطبية، مشروع مدمر، وآلة فتاكة، قوامها الجهل والمصلحة الشخصية التي تفتك بكل القيم، وتقضي على مطل الواجهة البحرية الاخضر.

وتساءل خليل: “أليس هناك من مشاريع اخرى الا قضم الارض؟. وأسف لان مراجعاته للمعنيين لم تلق اذانا صاغية، مشيرا الى تلمسه غضب الاهالي المتصاعد جراء هذه الحفريات، والذي قد يؤدي الى صدام قانوني وتحركات شعبية، مشددا على ان هذا التدمير الممنهج والتشويه لا يمكنه ان يستمر الى جانب عدم الاكتراث بالارث الذي تختزنه منطقة الكورة التي نحبها ونسعى لتنميتها من النواحي الثقافية والحضارية والطبية.

اما رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، فقد اكد ان حفريات الشركة في قلحات لاستخراج الصخور غير قانوني لانه لم يصدر عن السلطات المختصة ولا سيما البلدية.

يذكر ان ان لجنة انبثقت من بلديات بترومين، فيع، قلحات، زكرون ودده وهي تتابع الاوضاع البيئية العامة في الكورة ولا سيما ملف شركات الترابة وحفريات جبل البلمند.

واكد رئيس بلدية بترومين المهندس لويس قبرصي، باسم اللجنة، ان الاهالي سوف ينزلون الى الطرقات ويقطعونها ان لم تتوقف عمليات الحفر في جبل البلمند.

وفي هذا الاطار، شدد رئيس “نادي قلحات الثقافي والرياضي” انيس نعمه على الاهمية البيئية التي يوليها النادي عناية شديدة، للحفاظ على ما تبقى من اخضرار في الكورة.

وناشدت جمعية” وصية الارض” برئاسة المهندس فارس ناصيف محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، في خطاب رسمي، “ايقاف عمليات الحفر في جبل البلمند، نظرا لمخالفته للاصول القانونية من جهة المرسوم المتعلق باستعمال الاراضي، والمرسوم المتعلق بالتنظيم المدني الخاص ببلدة قلحات، اضافة الى اعتراض البلدية”.

كما عبر الناشط البيئي الدكتور جان عبدالله عن رفضه القاطع لتشويه الجبل البلمندي بما يمثله من تراث وحضارة، محذرا من ثورة شعبية تجاه ما تقوم به الشركات من اعمال حفر غير قانونية.

وقد أطلقت لجنة البلديات، صباح اليوم، حملة اعلانية، برعاية اتحاد بلديات الكورة، تمثلت بكتابات وصور وضعت على لوحات اعلانية على الطرقات، تخاطب هموم الاهالي في بلدات قلحات وزكرون وبرغون وبدبهون وفيع وعفصديق وكفرحزير والقويطع وكفريا وشكا تجاه “المجازر التي تتعرض لها الكورة الخضراء من ارتفاع اعداد الوفيات، وتهجير السكان، وقطع الارزاق، وقضاء على المواسم الزراعية، ولا سيما ان حفريات الشركات وصلت الى تخوم المنازل وباتت تهدد جميع التلال والجبال الكورانية بالتشويه والزوال”.