IMLebanon: كانت الساعة تخطّت منتصف الليل، استلمت طريق الجديدة الداخلية، وصلت الى الساحة وقررت أن أسلك الطريق الذي يوصلني الى الاوتوستراد وتحديدا مقابل شركة “ألماسة”.
ما إن مررت بالقرب من مكاتب الامن العام وقبل أمتار من تقاطع الاشارة حتى سقطت السيارة في حفرة، لا ليست حفرة بل أشبه بخندق، إلا أن هذه المرّة سلمت الجرة ولم ينثقب الإطار.
للوهلة الأولى تفاجأت بكبر الحفرة ولم أكن أتصوّر أن عمقها سيصل الى هذا الحد خصوصًا أنّها مليئة بالمياه وتغش السائق.
ركنت السيارة الى جانب الطريق لالتقاط بعض الصور وإذ سيارة أخرى مسرعة تقع ضحيتها، ثوان قليلة وسيارة ثانية وثالثة، الحفرة أشبه بفخ، أولا لا يمكن تجنبها لأنّ الطريق ضيق جدًا والحفرة كبيرة، وثانيًا لأنّها مليئة بالمياه.
ما إن خفّ ضغط السير حتى اقتربت من الحفرة لأكتشف أنّها خندق قديم يمكننا الإختباء فيه في حال اندلعت الحرب، واذا دخلنا اليه نضيع في الدهاليز لمدى كبره ووسعه، فهو مربوط بخنادق عدّة في مختلف المناطق اللبنانية من الجنوب الى الشمال مرورًا بالساحل وصولا الى البقاع، كل طرقاتنا مليئة بتلك الخنادق!
هذه الخنادق دولتنا الكريمة نشرتها على مختلف الطرقات لحمايتنا، ونحن ننكر الجميل ونقول إنّ غايتها هي لاستهداف سياراتنا. فأولا، الدولة تعلمنا جيدًا القيادة والمراوغة وكيفية تجنب الحفر، وثانيًا في حال اندلعت الحرب هناك خنادق على الطرقات اللبنانية تكفي الشعب بأكمله لكي يحتمي بداخلها.
في الختام، لا يسعنا سوى القول: “تانكس، تانكس، تانكس دولة، عن جدّ دايمًا مخجلتينا وبتفكري فينا وبمصلحتنا، أوروبا صارت عم تحسدنا”!