كشفت صحيفة “الأنباء” الكويتية عن حركة تسلح وانتشار للمسلحين وتموضع عسكري متبادل بين فتح و”تجمع الشباب المسلم” في جبل الحليب والاحياء المجاورة له في مخيم عين الحلوة.
وتخوفت أوساط لبنانية وفلسطينية من انفلات الوضع الأمني في المخيم على نطاق واسع، ما قد ينعكس على الجوار اللبناني، ولاحظت الأوساط أن اللافت في التوتر امتداده الى حي حطين عند الطرف الجنوبي للمخيم وعند مفرق سوق الخضار في الشارع الفوقاني وحي الصفصاف.
وتحدثت المعلومات عن سلسلة لقاءات عقدت بين مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب والفصائل الفلسطينية بما فيها الفصائل الاسلامية.
حيث وضعهم مسؤول المخابرات في الجنوب العميد خضر حمود أمام مسؤولياتهم والمخاطر المحدقة بالمخيم، وعرض تفاصيل دقيقة للواقع الأمني في عين الحلوة من كل جوانبه.
وأشارت المعلومات الى أن الجانب اللبناني أبلغ القيادات الفلسطينية بضرورة احتواء التوتر وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمنع تفلت الوضع على نطاق واسع في المخيم.
وتعددت الروايات حول انفجار الوضع، وقالت مصادر صيداوية لصحيفة “الحياة” إن ذيول الصدامات السابقة التي كانت قيادة “فتح” تستوعبها بالضغط من قيادتها في لبنان ورام الله في الضفة الغربية لسحب المسلحين ومنع ردات الفعل وترك الأمور للتحقيقات الأمنية، رافقه توجه عند مجموعات فتحاوية يدعو إلى الرد على الاستهداف المتواصل لعناصر التنظيم وكوادره بدل استيعاب الاعتداء عليهم، ما تسبب باتساع الاشتباك مع “جند الشام” أول من أمس، بعد قتل عثمان.
إلا أن السفير الفلسطيني أشرف دبور، الذي تابع الوضع باتصالات مع قادة المخيم ومع القيادة في رام الله، قال لـ “الحياة” عصراً: “إن شاء الله سيتم ضبط الوضع بعد اجتماع اللجنة الأمنية العليا ونزول القوة المشتركة، ونأمل في أن يبقى مضبوطاً”، وما حدث يمس أمن شعبنا”. ورداً على سؤال عن ضبط عناصر “فتح”، أجاب: “الانضباط تام عند شباب فتح، هي حريصة على أمن المخيم، والاتصالات من رام الله هدفها متابعة الوضع والتشديد على وقف الصدامات، لحرص القيادة على أمن شعبنا في المخيم. أنا آسف لسماع بعض الأنباء عن أن عناصر فتح غير منضبطين، وعلينا أن نتنبه إلى تسريبات جهة معينة وإطلاقها هذه الأوصاف. هذه الجهة لديها أشخاص غير منضبطين وعليهم أن يتقوا الله حفظاً لأمن شعبنا والاستقرار في المخيم وجواره وصوناً لكل نقطة دماء من سكانه”. وأضاف:” نحن في اجتماعات مفتوحة للقيادة، وآمل في أن نكون وصلنا إلى حل للمشكلة في شكل نهائي.ويجب ألا يغيب عن بالنا أن يكون هناك من يريد جرنا إلى ما يجري في المنطقة من صدامات، فأن تحصل كل يوم مشكلة أمر ليس عفوياً”.
وكانت أوساط قيادات المدينة تخوفت من سعي جهات إلى إشعال الوضع في المخيم وسط مظاهر انفلات المسلحين، مع أن بعض التنظيمات الإسلامية، مثل “عصبة الأنصار” و “الحركة المسلمة” التي يمون مسؤولوها على “جند الشام”، حاولت الانتشار في مواقع بين فريقي الاشتباك قبل الظهر، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقف النار. وحصل الأمر نفسه مع القوة الأمنية المشتركة عند محاولتها الانتشار بين الفريقين فجر أمس، فأصيب عناصر منها، نتيجة عدم التزام وقف النار. كما أن النقمة على الإخلال بالأمن في المخيم دفعت ناشطي جمعيات المجتمع المدني في المخيم و “الحراك الشبابي” و “المبادرة الشعبية”، إلى التجمع قرب مقر اللجنة الأمنية ثم قرب مناطق الاشتباك رفضاً للاقتتال وللضغط من أجل وقف النار، لكن هؤلاء تعرضوا لإطلاق النار بدورهم.