قامت زوجة رئيس النظام السوري أسماء بزيارة وصفتها صفحة رئاسة الجمهورية بالمفاجئة، إلى ملعب تشرين بدمشق، حيث تقام هناك “فعالية ترفيهية للأطفال الأيتام” كما ورد على الوكالة الرسمية “سانا” التي لم تتطرق إلى “الزيارة المفاجئة” التي قامت بها الأسد في هذه المناسبة، علماً أنّ تلك “الفعالية” برعايتها هي.
واحتفلت أسماء الأسد بـ”أسبوع اليتيم” العالمي بمفاجأة الحاضرين من الأطفال الذين فقدوا آباءهم في السنوات القليلة الأخيرة، على ما يبدو من أعمارهم التي تتراوح ما بين السنتين وخمس سنوات، أيّ عمر الثورة السورية على نظام الأسد.
وعلى الرغم من أنّ كثيراً من هؤلاء الأطفال الأيتام قد “يُتّموا” بسبب مقتل ذويهم بالحرب السورية التي يشنّها نظام الأسد على الثائرين على حكمه، إلا أنّ ما تعرف بصفحة “رئاسة الجمهورية” قالت: “لم تؤثر الحرب على الاهتمام بهم”! مع أنّ كثيراً منهم من ضحايا تلك الحرب.
ولفت في هذا السياق ذلك “العناق الحار” الذي شملتهم به الأسد في زيارتها، فاحتضنها الأطفال في سنيّ براءتهم التي لا تعلم “القاتل من القتيل” كما علّق أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو كما قال الشاعر الإسباني الكبير خيمينيث: “كنتُ طفلاً. كنتُ خالداً. كنتُ لا أعرف أيّ شيء عن الموت”.
وقالت الوكالة الرسمية “سانا” إنّ أسبوع اليتيم العالمي افتتح برعاية أسماء الأسد، من خلال “فعاليات ترفيهية تهدف إلى زرع البسمة على وجوههم”.
ونقلت الوكالة عن ريم القادري، وزيرة الشؤون الاجتماعية التي عيّنها الأسد بديلاً من كندة الشماط التي تعرضت لإقالة مفاجئة في وقت سابق من العام الماضي، إنّ “الدولة السورية مستمرة في رعاية الأطفال الأيتام.. كونهم عنوان المستقبل المشرق”.
وسبق أن قدّر عدد الأيتام السوريين بنحو 800 ألف، موزعين على المحافظات السورية ودول اللجوء المجاورة، وذلك وفقاً لإحصائية تعود إلى شهر آب الماضي، ونقلاً عن رامي الشيخ رئيس قسم الإعلام في اتحاد منظمات المجتمع المدني السوري، يؤكد أنّ عدد الأيتام السوريين المسجلين في دور الرعاية يبلغ 475 ألف يتيم، يحظى القليل جداً منهم برعاية متكاملة.
ووصل عدد القتلى في سوريا جراء حرب الأسد وفق آخر الإحصائيات إلى نحو 470 ألفاً، على ما ذكر المركز السوري لأبحاث السياسات، في شهر شباط الماضي.
يُذكر أنّ زوجة الأسد التي قامت زيارة مفاجئة إلى احتفال أسبوع اليتيم، كان مقرّراً لها أن تحضر الاحتفال من بدايته، وأنّ المفاجأة الفعلية كانت بعدم حضورها وليس بحضورها الاحتفال، كما قالت ما تعرف بـ”صفحة رئاسة الجمهورية”، خصوصاً أنّ أسبوع اليتيم يقام تحت رعايتها هي في شكل مباشر.