كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:
الاتفاق المسيحي بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” لن يكون استثماراً لتحقيق تسونامي عوني – قواتي في انتخابات البلديات أو سواها من المعارك الانتخابية، كما صوّره البعض. فقد بدأت عملية استثماره بإشراك المسيحيين الآخرين وعدم الغاء أحد على مستوى استعادة الحضور، بدءاً من البلديات. القرار اتخذ، أما الترجمة الفعلية فستبدأ قريباً، على أمل أن يصبح تسونامي مسيحياً، مع التشديد على ان الأساس عدم عزل الشريك الآخر في الوطن بل مزيد من الانفتاح والتعاون.
منذ إعلان اتفاق معراب، صوّب الجميع عليه، وتمّ تجاهل المصالحة التاريخية بين العماد ميشال عون وسمير جعجع، للإعلان ان هدف الاتفاق الغاء الآخرين، ولكن منذ إعلان الاتفاق، قال طرفاه إن هدفه أبعد من رئاسة الجمهورية الى بناء الدولة، وعدم إلغاء أحد أو إقصائه أو تهميشه بل استعادة الدور المسيحي المنقوص وتصحيح المشاركة تحت سقف الميثاق، مع بقية الشركاء في الوطن. لكن كيف ستكون ترجمة هذه المشاركة؟
معركة البلديات بدأت، والاتفاق العوني – القواتي تحديداً في المناطق والبلديات الكبرى أصبح واقعاً، ويؤكد طرفاه ان في استطاعتهما تحقيق الربح العددي، لكن ليس هذا ما يريدانه، كما لا يريدان استغلال اتفاقهما لتقاسم السلطة، بل الهدف من هذه “الثنائية المسيحية” أن تتوسع وصولاً الى الآخرين، وقد بدأت عملياً عملية التواصل مع الآخرين لإنشاء قوة مسيحية تجعل المسيحيين مؤثرين حقيقيين في القرار، والعودة الى الشراكة الفعلية. “إذاً هدف الإجماع صرفه في معركة النظام لاحقاً، وثمة سعي إلى فرض التوافق المسيحي واستعماله رافعة مسيحياً”، وفقاً لتعبير النائب ابرهيم كنعان في لقاء جمعه وبعض الاعلاميين.
ويوضح أن البداية ستكون من الانتخابات البلدية، في محاولة لإقناع من يشعر بأن هذا الاتفاق سيلغيه أن ليس هذا الهدف، وأن الاستحقاقات الانتخابية ليست لتصفية الحسابات أو إخضاع أقلية لسلطة أكثرية، بل ثمة سعي حقيقي وجدّي الى مشاركة الآخرين، ومن يريد استبعاد نفسه فهذه مشكلته. يأمل الطرفان في أن تشكّل هذه المرحلة نقطة البداية ليتوسع التلاقي نيابياً ورئاسياً وتشريعاً من أجل تصحيح المشاركة في الحكم وتشكيل قوة ضاغطة كي يعود للمسيحيين دورهم التاريخي في الشراكة واتخاذ القرار، باعتبار ان الموقف الملتبس والمشروط لا يفهم الا ضعفاً، والتمايز في الموقف المسيحي يفهم ثغرة.
في موازاة الاستحقاق البلدي، ثمة كلام على تطور إيجابي قريب، يمكن ان يعيد طرح قانون الانتخاب على طاولة البحث عبر عمل ما يجري تنسيقه بين “التيار” و”القوات”.
أما الخطوة الثالثة والمتزامنة أيضاً، فهي عقد لقاء نيابي مسيحي موسّع قريب ايضاً، حتى لو كانت ركيزته الأساس عونية – قواتية، على أمل أن يتجاوب بقية النواب المسيحيين، والهدف من هذا اللقاء السعي إلى تحقيق الميثاقية على كل المستويات، رئاسياً وقانون انتخابات وإدارة ومؤسسات… علماً أن خيار الشارع ما زال قائماً وجدياً.