تُعرف دبي بأنها “مدينة الذهب”، لكن الكثيرين، بمن فيهم نيجيريون، يأتون إليها لا لشراء مجوهرات جديدة إنما لصهر سلاسلهم وأساورهم التي أصبحت غير مواكبة للموضة، وصنع حلي جديدة.
وتتألق أعداد كبيرة من السلاسل والأساور من الذهب عيار 22 في المحال التجارية في مطار دبي، أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم.
كانت عائلة إسوشاغي النيجيرية تنتظر أمام بوابة المغادرة في المطار الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى لاغوس بعد الانتهاء من رحلة تسوق استمرت لأيام.
وقالت أوغوشي إسوشاغي: “إنها قطعة الحلي المفضلة لدي”، وهي تشير إلى فراشة من صغيرة من الذهب تتلدى من سلسلة حول عنقها.
وأضافت: “لقد اشتريت واحدة لابنتي أيضا، تحمل حروف اسمها.”
وأكدت أنها وعائلتها يعتبرون الذهب من المقتنيات الثمينة، وأنها تربت على ذلك وتحب الذهب كثيرا.
وتابعت أوغوشي حكايتها عن زيارتها الأخيرة لسوق الذهب في دبي بينما تتلألأ فراشتها الذهبية المعلقة في السلسلة التي تلف عنقها تحت أضواء المطار المبهرة.
قالت أوغوشي: “أحضرنا بعض حلينا القديمة التي وُزنت هنا، واخترنا بعض التصميمات الحديثة وأخرى نريدها لتصنع خصيصا لنا بعد صهر المشغولات القديمة الخاصة بنا.”
وأضافت أن “الأمر يستغرق يومين من بدايته وحتى الانتهاء منه. كما أن المنتج جيد وأرخص هنا عنه في نيجيريا.”
أما زوجها إينيوها، الذي كان ينظر بقلق إلى ساعة المطار، فوافق على التقاط بعض الصور وهو ممسك بزجاجة ويسكي “جوني ووكر جولد” اشتراها من السوق الحرة في المطار.
قال إينيوها: “لا يمكنك رؤية ما نشاهده هنا في أي مكان آخر، أنه شيء فريد، لذلك نهديه إلى الأصدقاء المقربين.”
وتسافر أكويوو إلى دبي مرة كل عام، ودائما ما يعود إلى نيجيريا محملا بالذهب غالبا في شكل أقراط تستخدم كحلي للأذن. وتشتري تلك الأقراط لنفسها وعائلتها، لكن هناك من يشترون المزيد من الحلي بغرض التجارة وتحقيق الربح.
قالت أكويوو: “عندما كنت في المدرسة، كان عدد من زميلاتي يحققن ربحا من شراء الذهب من دبي وبيعه في نيجيريا.”
وأضافت أن “بعضهم تمكن من الالتحاق بالجامعة اعتمادا على تلك الأرباح. فسعر الذهب يقل في دبي بواقع خمسة دولارات للغرام عنه في نيجيريا، ومن لا يحب الصفقات الرابحة؟”
ومع تقلبات سعر الصرف، يمكن أن يزيد الفارق بين سعر الذهب في دبي وسعره في نيجيريا، وهو ما يوفر فرصا للمشترين الجادين.
فعلى سبيل المثال، تمكنت تالوتو أحمد أولولانا، وهي نيجيرية، من تحقيق أرباح جيدة من تجارة الذهب.
تقول تالوتو: “نشتري حوالي خمسة كيلو غرامات سنويا ويعتمد مصدر الشراء على الغرض المراد استخدام الذهب لأجله.”
وأضافت: “أشتري الذهب الخام من إفريقيا، لكن المشغولات الذهبية نشتريها من إيطاليا، والهند، ودبي.”
وقالت إن “الذهب يتميز باحتفاظه بقيمته، وقابليته لإعادة التشكيل، وارتفاع أسعاره باستمرار، وبكونه من أدوات التحوط ضد تقلبات التضخم. كما أنه بحق مقياسا للثروة.”
لكن، نيجيريات من أمثال أكويوو، لا يعتبرن الذهب سلعة تُباع وتُشترى.
تقول أكويوو إنه (الذهب) “رمز للملكية، وعادة ما يكون الملوك والملكات والزعماء لديهم عشقا لملك المعادن، الذهب.”
وأضافت: “أنا من ولاية كوغي في شمال نيجيريا، وتولي ثقافتنا اهتماما بالغا باقتناء الذهب. ويعتبر في ولايتي من المتطلبات الأساسية الزواج.”
وتتغير الأوضاع وتتبدل من حولهم طوال الوقت، لكن تقدير النيجيريين للذهب ثابت لا يتغير.