Site icon IMLebanon

“حزب الله” على لائحة الإرهاب مجدداً

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

لا يزال مصير القمة العربية غامضاً، على الرغم من التأجيل الذي أقرّ في الدورة 145 للجامعة، ولا تزال المشاورات العربية قائمة بالنسبة إلى تأكيد موعدها في أيار المقبل والمقررات التي قد تخرج بها.

جدول أعمال القمة، هو نفسه الذي أقرّته الدورة، والذي كان يفترض أن يرفع إلى القمة ليقرّه رؤساء الدول في نهاية آذار. إذا فشل عقد القمة في موريتانيا، ستعقد على الأغلب في مقر الجامعة في القاهرة، وفق مصادر ديبلوماسية عربية. إذ ليس لدى موريتانيا القدرات اللوجستية لاستضافتها. وليس معقولاً أن تعود استضافتها إلى المغرب. وعلى الأغلب تنعقد ليوم واحد في الجامعة. وستكون مناسبة لإعادة التأكيد على الوحدة العربية ازاء ما يواجهه الوضع العربي من تعقيدات في العلاقات، وفي المواقف تجاه الأزمات الكبرى، وان الدول العربية لا تزال تجتمع وتتخذ القرارات. الأمانة العامة للجامعة يهمها انعقاد القمة. الوضع العربي صعب فليبيا مقسّمة، والعراق مشرذم، وسوريا ليست واضحة المصير في ظل القتل والإجرام. هذا فضلاً عن موضوع اليمن، والعلاقات الخليجية مع لبنان. ويتضمن جدول الأعمال: ادانة إسرائيل لاحتلالها الأراضي الفلسطينية وادانة بناء المستوطنات، وكل ذلك تحت بند الصراع العربي الإسرائيلي.

ثم هناك بند التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وقد نأت دول الخليج عن التصويت عليه، لكنه أقرّ وبات على جدول الأعمال. لكن عندما تعقد القمة سيكون موضوع ادراج “حزب الله” على لائحة الإرهاب مطروحاً مجدداً من دول الخليج التي ستضغط لإقراره في القمة وتبنيه، لاسيما وأن الجامعة قد تبنته على المستوى الوزاري، ومستوى المندوبين قبل ذلك. ومن المتوقع ان يتخذ لبنان الموقف نفسه الذي اتخذه في الجامعة في ما خص “حزب الله”، لا سيما وأن الحزب مكون اساسي في الحكومة ومجلس النواب. هناك استياء عربي من مواقف المكون الشيعي، والرسالة السياسية للموقف العربي هي عدم التضامن مع لبنان في ما خص الحزب. وقد أضاف لبنان إلى مشروع قراره رفضه لتوطين اللاجئين السوريين، وادانة خرق إسرائيل للأجواء اللبنانية.

وستكون هناك ادانة للحوثيين، ودعم للسلطة في اليمن. في شأن ليبيا هناك دعوة للانتقال السلمي للسلطة والمشاركة في الحكم، واجراء الانتخابات في الموضوع العراقي. كذلك المطروح ادانة لتركيا بسبب التوغل التركي في الاراضي العراقية. وهناك التعيينات الادارية، وإعادة النظر بالنظام الداخلي ومراجعة الميثاق، ثم إقرار تعيين الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي كانت الدورة 145 قد أقرته. وسيتكرس هذا التعيين في القمة على الرغم من التحفظ القطري على خلفية تصريحات له لقناة “الجزيرة” القطرية.

بالنسبة إلى الموضوع السوري، فإن العرب سيؤكدون الحل السلمي عبر التفاوض القائم وفق القرار الدولي 2254. مع الإشارة إلى استمرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة.

القرار الكبير الذي سيتخذ هو اعتبار الحزب إرهابياً. أما غير ذلك، فلا قرارات كبيرة بمعنى تغيير المسار العربي. والحرب تحولت من حرب عقائد إلى حرب دينية طائفية بين السنّة والشيعة، وبالتالي الحرب ليست على النظم السياسية وهي اتخذت طابعاً طائفياً والعالم كله منجرّ إليها.

الآن لم يعد هناك مكان للديبلوماسية الوقائية، ولم يعد هناك تحييد للصراعات قبل حصولها. الآن الديبلوماسية تعالج المشاكل التي تنشأ عن الصراعات والحروب. من هنا اهمية انعقاد القمة نظراً للتحديات التي يواجهها العرب، والتحول من معادلة وجود مساعٍ لوقف النار وإرسال المساعدات الإنسانية لدى حصول النزاعات إلى تداركها قبل الانزلاق إليها.

ومقررات القمة لدى انعقادها ستأخذ في الاعتبار اجواء التسويات السائدة في كل من الملفين السوري واليمني وإعطاء الفرصة لذلك. وستأخذ بالاعتبار أيضاً المشاورات الخليجية الروسية حول الوضع السوري، في ظل التفاهمات الأميركية الروسية في هذا الشأن. أي هناك رغبة في تهدئة سوريا تمريراً للانتخابات الرئاسية الأميركية ما سيجعل كل الأفرقاء في المنطقة ملتزمة هذا المناخ، وعدم اللجوء إلى أي تدخل عسكري هناك.