رسلان منصور
أدت السيول التي حصلت بفعل التساقط الغزير للأمطار الى ضرب موسم البطاطا واتلاف عشرات الدونمات المزروعة بالبطاطا في سهل عكار، حيث عبر المزارعون عن سخطهم وغضبهم لضياع الموسم.
وطالب رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في عكار عمر الحايك بـ»ضرورة اتخاذ اجراءات رادعة وصارمة لوقف استيراد البطاطا في هذا الوقت الذي يتكبد فيه مزارعونا خسائر جمّة، وخصوصا البطاطا المصرية«.
وكان المزارعون انتظروا طويلا للاستفادة من الموسم الحالي، للتعويض عن خسائر الموسم الماضي الذي تعرض لانتكاسة بسبب اغلاق الحدود البرية مع سوريا، حيث أمضوا وقتاً طويلاً لايجاد حل لمشكلة التصريف عبر البحر.
ففي العام الماضي، أخذ موضوع ايجاد حل بديل للتصدير البري وقتا طويلا، حيث تم التوصل الى آلية تقضي بدعم التصدير البحري، لكن الأخذ والرد الذي تطلبته عملية اقرار آلية دعم التصدير البحري التي دامت طويلا أدت الى تراكم خسائر المزارعين وبلوغها مستويات قياسية غير مسبوقة.
وللتخفيف من تداعيات خسائر الموسم الماضي حاول المزارعون والمنتجون التكيف معها، مراهنين على الموسم الحالي الذي من المنتظر أن يبدأ اقتلاعه اعتبارا من أواخر نيسان الجاري، لكن الظروف الطبيعية كانت لهم بالمرصاد، فكانت السيول في الأسبوع الماضي والهبوط المفاجئ في درجات الحرارة ما أدى الى ضرب المواسم.
إزاء هذا الواقع ارتفعت صرخة المزارعين، حيث نفذوا اعتصامات ليومين متتالين مطالبين الهيئة العليا للاغاثة باجراء تحقيق حول حجم الخسائر وكذلك الطلب من وزارة الزراعة تشكيل لجاناً للكشف، خصوصاً وأن الكارثة كبيرة جدا، وبالتالي يتطلع المزارعون الى حلول سريعة كي يتمكنون من انقاذ بعض ما تبقى من خسائر، بعدما اتلفت عشرات الدونمات في مناطق السمونية والقليعات وتلحياة وحلبا ومنيارة.
ودعا المزارعون خلال اعتصاماتهم الى «ضرورة ايجاد مخرج للواقع المأسوي الذي تتعرض له المواسم الزراعية عاماً بعد عام، من دون اتخاذ خطوات عملية تبدأ بالحماية الى وضع رؤية اقتصادية تدعم الزراعة والمزارعين، كي لا تتكرر المآسي«.
في هذا السياق، عبر رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في عكار عمر الحايك عن قلقه من الوضع الزراعي للمزارعين الذي يتعرض لانتكاسات منذ اعوام. وطالب بـ»ضرورة اتخاذ اجراءات رادعة وصارمة لوقف استيراد البطاطا في هذا الوقت الذي يتكبد فيه مزارعونا خسائر جمّة، وخصوصا البطاطا المصرية، لأن موسم عكار على الابواب، وضرورة التفكير من قبل المعنيين بايجاد اسواق محلية وخارجية لتصريف الموسم الحالي، لأن الديون كبيرة وخصوصا ثمن ضمان الارض وايجار اليد العاملة والري والمبيدات الحشرية، رغم التأكيد بأن البطاطا العكارية باتت تعتبر من أجود الأنواع، حيث خالية من كل الأمراض بما فيها الأمراض التي كانت مصنفة أمراضاً لا تسمح بتصديرها كالعفن الحلقي والعفن البني، بعد أن اتخذ المزارعون كل الخطوات لرفع جودة انتاجهم ونوعيته «.
وناشد الهيئة العليا للاغاثة والمعنيين كافة الكشف على الاضرار والتعويض على المزارعين، بحث تعرض مواسم كثيرة للتلف وخصوصا المزروعات الخضرية.
وأكد الحايك «أننا على تواصل مع الوزارة المعنية التي لمسنا منها كل اهتمام ونتطلع الى خطوات كثيرة في الأيام المقبلة في هذا السياق لحماية الانتاج«.
وقد عبر عدد من المزارعين عن غضبهم في اعتصام نفذوه في منطقة السمونية من سوء تعاطي بعض المسؤولين مع ما حل بهم، واكد المزارع عابد طراف باسم المزارعين ان «العاصفة تكشفت عن الكثير من الخسائر في البطاطا والعنب والخضار والبيوت البلاستيك، حيث سجل اتلاف مئات الدونمات جراء الصقيع والسيول، وشدد على أهمية احتضان هذا القطاع والتعويض خصوصا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة«.
واكد ان «المزارعين بانتظار ان لا يكون الكثير من النبات قد اتلفت جذوره او اصيب بالعفن وبالتالي يمكن لململة بعض الموسم، بشرط ان يتم حماية الموسم من البطاطا الاجنبية ووقف استيرادها لبعض الوقت ريثما يتمكن المزارع من بيع موسمه اقله لاستعادة تكاليف الانتاج«.