أوضح رئيس “لقاء الجمهورية” الرئيس العماد ميشال سليمان في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان لقاءه الاخير مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كان محصورا بالهواجس والمطالب التي سبق وأعلنتها ربطا بمسار التسوية السياسية في سورية، لأنه من الذي سيحمل مطالب وهواجس لبنان، وهذا الامر لا يترك للحظة الاخيرة انما يحتاج الى تحضير.
ولفت سليمان الى انه ارسل هذه المطالب والهواجس الى سفراء الدول المعنية بالوضع اللبناني وإلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومؤتمر الفرنكوفونية ومجلس الامن الدولي وأعضائه الدائمين وغير الدائمين وإلى المملكة العربية السعودية وتركيا وإلى كل من له علاقة بوضع الحل في سورية، لأن الجميع يجب أن يعرف الهواجس اللبنانية وتحديدا لجهة التقسيم والتوطين، لأن تقسيم سورية يعني ان لبنان قد انتهى، ولبنان لا يستطيع العيش وعلى حدوده الجنوبية دولة يهودية وعلى حدوده الشرقية والشمالية دول مذهبية، فهذا سيعرض لبنان للانفراط كونه غير قابل للتجزئة او التقسيم او التوطين، حتى طرح الاتحاد الكونفدرالي في سورية على قاعدة مذهبية هو خطر على لبنان، خصوصا اذا كانت على طول حدودنا دولة من نوع واحد الامر الذي سيؤدي الى خنق لبنان، اما اذا كان الاتجاه لاعتماد اللامركزية الموسعة في دولة سورية الموحدة لا مشكلة عندنا وعكس ذلك يعني خنقا للبنان.
وأكد ان لبنان المتنوع يناسبه ويربحه جيران متنوعين، ولا يستطيع بجيرة من نوع واحد ان يحقق التفاعل خاصة ان اسرائيل عدو ولا علاقة للبنان معها وهنا البحر ويبقى سورية المحتضنة للبنان، لذلك التنوع في سورية افضل ونحن يناسبنا سورية الموحدة، وإذا ادخلوا تعديلات على الدستور وحددوا نوعية الحكم لا يهم انما المهم ألا يحصل تقسيم.
وحول توطين النازحين السوريين قال سليمان، هذه خبرية غير موجودة، واجبات الامم المتحدة ألا توطن انما ان تعيد النازحين واللاجئين الى ديارهم ووطنهم، والدستور اللبناني نص على رفض التوطين والتقسيم والتجزئة، وهذا محل اجماع لبناني لا جدال فيه ولا يمكن القبول به، ولا يمكن القول ان بان كي مون جاء لأجل التوطين، ولا داعي لهذه الهمروجة السياسية التي تخسرنا بالسياسة ولا سيما في علاقاتنا الخارجية.
وبالنسبة الى ترسيم الحدود اشار سليمان، الى ان هذا الامر كما كان يقول البطريرك مار نصر الله بطرس صفير “يا جاري انت في دارك وأنا في داري” عندما يوضع الحل في سورية من البديهي ان يتضمن ترسيم حدود سورية، ونحن في لبنان مصلحتنا ترسيم الحدود بيننا وبين سورية لعدة اسباب اهمها، قضية مزارع شبعا كونها الاساس والثروة النفطية والغازية لاحقا، لأنه عندما تصبح الحدود واضحة يسهل ترسيم الحدود البحرية، وأنا لم اتحدث عن الحدود البحرية مع سورية حتى لا يقال انني اضع سورية في منزلة اسرائيل معاذ الله، لأن اسرائيل عدو وسورية شقيق، وخلافنا مع اسرائيل كونها عدو اما مع سورية عندما يحصل ترسيم الحدود البرية هناك قاعدة متبعة دوليا بحيث ترسم الحدود البحرية وقفل للحدود البرية وهذا لن يؤدي الى مشكلة مع سورية.
وشرح موضوع التعويض على لبنان، مشيرا الى ان المال الذي يصل الآن هو لإعالة وإدارة موضوع النازحين السوريين لكن مجموعة الدعم الدولية لدعم لبنان تحدثت عن الضرر اللاحق لبنان جراء النزوح واللجوء والذي يطول الوزارات والإدارات والبنى التحتية وقدرت الخسائر التي تكبدها لبنان بـ 7.5 مليارات دولار لغاية العام 2013 وأقروا صندوق ائتماني يودع فيه الهبات وليس القروض وللأسف هذا الصندوق مهمل وكل ما فيه 80 مليون دولار ولا يتابع بشكل فعال، اذا هناك حل في سورية وإعادة اعمار لا مانع من وضع 10 مليارات دولار في الصندوق الائتماني وعلى لبنان المطالبة الدؤوبة والحثيثة والملحاحة بذلك، لأن اي حل في سورية سيتضمن اعادة الاعمار ولبنان متضرر اساسي من الحرب السورية.
وألمح سليمان الى انه يشعر بقرب اتمام الاستحقاق الرئاسي قائلا، انا اشعر بأن الرئاسة اصبحت قريبة ما حصل بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية وإيران وموضوع اليمن الذي سيذهب الى المفاوضات في الكويت سيسهل التصالح بين الرياض وطهران وأيضا سيسهل على واشنطن وموسكو دعم الحلول في المنطقة، ويبدو انهم متفقون وهذا يعني ان المحادثات الجدية حول سورية ستبدأ، والتي تفرض انسحاب القوات الاجنبية من سورية، وسبق ان قيل ان وقف اطلاق النار النهائي يحتاج الى انسحاب سيكون تدريجيا، هنا اقول من مصلحة حزب الله تسهيل انتخاب رئيس جمهورية مادام لديه مرشحان يطمئن إليهما فعليه ان يسير بأحدهما وإلا سيعرض المرشحان لخطر التجاوز نحو المرشح التوافقي، بالتالي قرار الانسحاب من سورية يجب ان يسبقه تسهيل انتخاب رئيس.