نظم “لقاء الصوت المدني” لقاء مع الخبير بشؤون التنمية أديب نعمة في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، بعنوان “نظرة شاملة للتنمية بمدينة طرابلس”، حضره رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي والرئيس السابق نادر الغزال والسفير خالد زيادة ومجوعة من الشخصيات بالاضافة الى مجموعة من هيئات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن العام.
دبليز
بداية، رحب منسق اللقاء سامر دبليز بالحضور وتحدث عن “واقع التنمية ومفاهيمها، وفقا لدراسة الأمم المتحدة للدول العاجزة عن التنمية والتي حددتها بتسع نقاط يجب توفرها كي تنجح منها سيادة القانون، غياب مبدأ المشاركة، معيار الكفاءة والفعالية، الإستجابة لحاجات الناس ومتطلباتهم”. وقال: “إن مدينة طرابلس تحتاج الى ورشة تنمية كبرى كي تستعيد عافيتها فالترقيع بالثوب الطرابلسي لم يعد ينفع بمشاريع غير مترابطة وذلك ضمن إستراتيجية واضحة، وتطرق الى التطلع لمجلس بلدي جديد شاب وديناميكي طموح يملك رؤيا وسلطة القرار والإبتكار لاخراج البلدية وطرابلس من وضعها المزري”.
نعمه
بدوره، وجه نعمه في مداخلته عدة رسائل الى “الفعاليات المدنية خصوصا”، داعيا الى “بناء درجة اعلى من التوافق على التوجه الاستراتيجي للتنمية في طرابلس، وعلى الضغط على أصحاب القرار لتبني خطة شاملة للتنمية، وعدم تكرار خطأ التدخلات المجزأة التي لم تحقق النتائج المرغوبة سابقا”.
وأكد أن “التوظيف السياسي الضيق للمطالب التنموية ضار جدا ويؤدي الى نتائج سلبية وتضييع للفرص. واستعادة المحاور الأساسية لنتائج الدراسة عن الفقر الحضري في طرابلس وخطة التنمية المدينية الشاملة لطرابلس التي عرضت في كانون الثاني 2015، والتي عرضت على جميع الفعاليات السياسية في طرابلس جرى قبول مبدئي فيها من قبلهم جميعا، لكن المتابعة اللاحقة لوضعها موضع التنفيذ ذهبت في اتجاه مخالفة لجوهر الخطة بما هي خطة شاملة، الامر الذي أدى الى توقف عملية تبنيها حتى اللحظة”.
كما عرض نعمه “لعدد من المشاريع والمبادرات التي تتعلق بمشاريع طرابلس وبمكافحة الفقر في لبنان عموما”. وفي ما يخص المنطقة الاقتصادية خصوصا، لفت الى انه “علينا الاستفادة من تجارب من سبقنا، ويجب ربط المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس بشكل عضوي بالاقتصاد اللبناني، واذا لم يتم ضمان توظيف اللبنانيين وأبناء طرابلس والشمال في المشاريع التي سوف تنشأن فيها، فلن يكون لها الأثر الإيجابي الذي نطمح اليه”. كما تطرق الى “موضوع مرأب التل”، مؤكدا ضرورة “المقاربة العلمية البحت لهذا الامر، فهذا المشروع هو تفصيل ومشروع افرادي من ضمن 500 مشروع مثله او يفوقه أهمية يمكن ان تتضمنه أي خطة تنمية شاملة لطرابلس، كما يمكن ان لا يكون، الا ان ما تم هو اجتزاء غير مدروس ومحاولة فرض مشروع ما بالضغط وهو ليس أولوية”.
وقال: “الاصح هو ان ينتظر المعنيون انتهاء الدراسة عن خطة النقل التي هي قيد الاعداد، وحينها يقرر ما هو مناسب. كما ان محاولة تجميل الامر ووضعه في سياق خطة لتطوير منطقة التل، فهذا أيضا لا يتم بشكل مرتجل، اذ لا بد من البدء بتحديد رؤية للمدينة، وهي موجودة في المخطط التوجيهي اللبناني، والمخطط التوجيهي لمدينة طرابلس، واستراتيجية الفيحاء 2020، والمطلوب الانطلاق منها وفي ضوء ذلك تحديد موقع منطقة التل في هذه الرؤية وما العمل. وكل ذلك لا بد ان يبدأ بعملية تشاور حقيقية مع أبناء المدينة وفعالياتها، لا ان تتم مشاورات شكلية استلحاقا”.
واشار نعمه الى “اقتراح مأسسة برنامج استهداف الاسر الفقيرة، واقتراح القانون الذي يجري تداوله مؤخرا”، معتبرا انه “من الاجدى انتظار تقييم البرنامج الحالي وتحديد مدى نجاحه في خفض نسبة الفقر، قبل السعي الى مأسسته”، لافتا الى ان “هذا المشروع يقوم على توزيع المساعدات وهي لا تعالج أسباب الفقر والحرمان، ولا تولد دينامية معاكسة لآلية التهميش بل انها تزيد من التبعية وتعيد انتاج المشكلة”.
في الختام، دعا نعمه الفعاليات الى “الدفاع عن فكرة التدخل الشامل كي لا تهدر الأموال التي سوف تخصص لطرابلس، والإصرار على هذه المقاربة الشاملة اثناء لقاءاتهم من وفود المانحين التي تزور لبنان أو المدينة حاليا أو في المستقبل”.