اوضحت أوساط مسيحية معنية لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن الرئيس نبيه بري وقيادات إسلامية أخرى لم تقدر بعد حدود ما آل إليه العقل السياسي المسيحي في الآونة الاخيرة، وتحديدا بعد لقاء معراب والتفاهم التاريخي الذي تمخض عنه، إذ إن ثمة مرحلة جديدة مختلفة المعايير بعد هذا التفاهم بدأت رحلة ترسيخ نفسها وتكريس أسسها تحت عنوان عريض هو أن هناك فرصة تسنح للمرة الأولى منذ العمل باتفاق الطائف، وأن ثمة هجوما مضادا على أكثر من جبهة لاستعادة ما فقد تحت وطأة التطورات القهرية بالنسبة إليهم والتي تداعت وتتالت عليهم منذ ذلك الاتفاق في مطلع عقد التسعينيات وسلبتهم الكثير، ما اضطرهم بعدها الى المجاهرة بالشكوى المرة من التهميش والإقصاء.
فالواقع المسيحي نفسه أصابه التحول بعد اتفاق معراب، فلم يعد كما كان عبارة عن قوى متصارعة الى حد التناحر يرتبط كل منها برهانات ومحاور داخلية وإقليمية، فذاك الاتفاق فعل فعلا زلزاليا في المزاج المسيحي الذي كان ينظر بحسد الى توحد التوجهات السياسية لطوائف أخرى، خصوصا بعد سقوط رهانات على أنه قصير المدى والنفس.
ولا ريب أن ما يعزز هذه الفرصة ومعها مزيد من الطموحات تطورات عدة محلية واقليمية قي مقدمها أن “ثلاثي السلطة” (الحريري وبري وجنبلاط) الذي قيض له أن يقبض بقوة على مفاصل الدولة والإدارة في البلاد هو حاليا في أضعف حالاته وقدراته على الفعل والتأثير الى درجة أن جهوده المشتركة والمكثفة للإتيان برئيس للجمهورية وجد ضالته المنشودة فيه لم تؤت ثمارها رغم أنه من صلب قوى 8 آذار وأن تسميته تعد تنازلا من فريق 14 آذار وتحديدا تيار المستقبل.