IMLebanon

القمح والنفايات في الشاحنة عينها: عصفوران بحجر واحد!

Wheat3

ميليسا لوكية

لم ينتهِ الحديث عن ما طاول “سمعة” القمح أخيراً من أخبار مفادها أنَّه يحتوي على مواد مسرطنة، حتى انشغل الرأي العام بالصور التي غصّت بها وسائل الإعلام، والتي توثّق شاحنات تعمل على نقل القمح صباحاً والنفايات ليلاً، لتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد. فما حقيقة هذه الأخبار، وهل يأكل اللبناني قمحاً ممزوجاً برواسب القمامة؟

أكّد تجمّع المطاحن في بيان أنَّه أبلغ ونقابة تجّار مال القبان أصحاب شركات الشاحنات المعدّة لنقل القمح والحبوب من الإهراء في 22 حزيران 2015، بضرورة التزام نظافة هذه الشاحنات وتعقيمها، مؤكّداً أنَّ “المراقبة دائمة ومستمرة حيال توفر النظافة الكاملة وخلو الناقلات من أي شائبة قد تصيب القمح المنقول”. وقد طلب إلى إدارة الإهراء عبر كتاب آخر في 26 شباط الماضي، منع الشاحنات التي نقلت النفايات من تحميل القمح ونقله، مشدّداً على أنَّ كل شروط النظافة متوافرة في الشاحنات.
وقد أُرسلت نسخ عن هذه الإنذارات إلى الجهات المعنيّة، منها وزارات الاقتصاد والتجارة، الزراعة، الصحة وغيرها، وفق رئيس نقابة تجّار مال القبان أرسلان سنوّ الذي يشير لـ”النهار” إلى أنَّ التجمّع يملك لائحة بأرقام الشاحنات التي تنقل النفايات، وذلك بهدف منعها من نقل القمح وتالياً تفريغها في الإهراءات.
ويضيف أنَّ التجمّع إتخذ كل الإحتياطات اللازمة لمنع الشاحنات من التفريغ، علماً أنَّ لقاءً سيجمعه مع وزير الإقتصاد والتجارة آلان حكيم لمناقشة الموضوع والوقوف عند كلّ المستجدات التي طرأت أخيراً على ملف القمح، وخصوصاً العيّنات التي جرى فحصها وتبيّن أنَّها تحتوي على مادة مسرطنة.
من جهته، يرفض صاحب شركة النقل “ابرهيم القيس وشركاؤه” ابرهيم القيس الموضوع، مؤكّداً لـ”النهار” أنَّ الشركة تتقيّد بكل شروط النظافة وأنَّ القوى الموجودة على الأرض تتصدّى للشاحنات التي تنقل النفايات وتمنعها من دخول الإهراءات وتفريغ القمح. وإذ يقول: “عائلاتنا أيضاً تتناول هذا القمح وهذا الخبز”، يتساءل: “كيف يمكن أن نقوم بذلك إذاً؟”.
ثمة ناقلات كانت تعمل على خط النفايات في السابق، يتابع، وقد منعت حالياً من حمل القمع لأنَّها تخضع للتفتيش قبل دخولها الإهراءات. ويضيف أنَّ القيمين على الإهراءات اجتمعوا أمس لمناقشة الموضوع، وجرى الإتفاق على وضع علامات على كل شاحنة تنقل القمح لكي لا يُعرقل تنفيذها لمهماتها”.
وبعدما تواترت معلومات عن أنَّ سلامة القمح غير مضمونة، وأنَّ الخبز الذي يتناوله اللبنانيون لا يستوفي شروط السلامة، أورد البيان أنَّ “الدقيق المنتج في المطاحن يستوفي كامل الشروط الصحية حيال الجودة وسلامة الغذاء، علماً أنَّ القمح يمر بمراحل عدة قبل طحنه، من الغسل بمياه معقّمة الى قشره وغربلته وطحنه والتأكد من سلامة المنتج النهائي قبل طرحه في السوق”.
وقد طالب تجمّع المطاحن ونقابة تجّار مال القبان أصحاب شركات الشاحنات المعدّة لنقل القمح والحبوب ضمان نظافة الشاحنات قبل تحميل القمح، التأكّد من خلوّها من أي رائحة غريبة ومن بقايا الحشرات والقوارض، فضلاً عن خلو مستوعباتها من أي رواسب لمواد تم تحميلها سابقاً، مشدّداً على ضرورة تنظيف مستوعبات الشاحنات (تكنيسها، غسلها بالماء، إستعمال المواد المنظفة و/أو المواد المعقّمة) قبل تحميلها بالمواد الغذائية.
ومن جملة القواعد الأخرى التي يُفترض الإستناد إليها قبل التحميل، وفق الكتاب، أن تكون البضاعة محميّة جيداً بواسطة شادر صالح للإستعمال للمواد الغذائية، نظيف، مُحكم الإغلاق، لا يسمح بسقوط القمح على الطرق ولا بتسرّب أي مواد من الخارج على الحمولة كالمطر وغيره، إلى جانب أن تكون صيانة الشاحنات لا تسمح بتسرّب زيت أو أي مواد نفطية أخرى، على أن يلتزم السائق تعليمات النظافة الشخصية.