استمرت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط في تحقيق أداء قوي في الشحن الجوي بالرغم من التحديات التي تواجه القطاع في مختلف أسواق العالم. حيث أشارت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» إلى أن ناقلات المنطقة حققت نمواً بواقع 3.7 % خلال شهر فبراير الماضي، وهي الناقلات الوحيدة في الأسواق العالمية التي حققت نمواً متواصلاً منذ بداية العام الجاري. وتبلغ حصة المنطقة من سوق الشحن نحو 14%.
وقال الاتحاد إن قطاع الشحن الجوي ما زال يواجه تباطؤ الطلب، حيث تراجعت كميات الشحن بنسبة 5.6 %، وهو أكبر تراجع منذ 3 سنوات، متأثراً بعوامل عدة أهمها توقيت السنة الصينية والأحداث التي شهدتها الموانئ الأميركية في بداية العام في منطقة الساحل الغربي، الأمر الذي يؤكد أن القطاع ما زال هشاً.
وأشار إلى أن حجم الطلب على الشحن الجوي انخفض في فبراير بعد أن أدى إضراب في أحد الموانئ الأميركية إلى ارتفاع الطلب في الفترة ذاتها قبل عام، إضافة إلى توقيت العام الصيني الجديد الذي أدى إلى انخفاض حجم الشحنات.
وكان من المعتاد أن يزيد حجم الشحن في الأسابيع السابقة للعطلة الصينية التي حلت السنة الماضية في وقت متأخر من فبراير.
وقال توني تايلر المدير العام لإياتا في بيان: «إن نشاط النقل الجوي ما زال يواجه وضعاً صعباً؛ فأداء فبراير هو استمرار للاتجاه الضعيف، وهناك القليل من العوامل في الأفق التي ستجعل هذا يتغير بشكل جوهري».
الطاقة الاستيعابية
وذكر الاتحاد في بيانات الحركة الشهرية أن حجم الطلب على الشحن الجوي انخفض بنسبة 5.6 % في فبراير. بينما ارتفعت الطاقة الاستيعابية المتاحة بنسبة 7.5 % في ذلك الشهر، ما يعني أن معامل الحمولة – أي مدى امتلاء الطائرات – تقلص بمقدار 5.7 نقاط مئوية إلى 41 %.
وسجلت ناقلات آسيا الهادئ التي تحمل نحو 39 % من الشحن العالمي أكبر نسبة تراجع بلغت 25 % مع إغلاق العديد من المصانع في آسيا والصين تحديدا بسبب السنة الصينية.
أما في القارة الأوروبية فقد تراجع الطلب بنسبة 2.4 % لكنه يبقى أفضل من مستويات العام 2008.
أميركا الشمالية
وتراجع نمو ناقلات أميركا الشمالية بنسبة بلغت 4 % في فبراير الماضي مقارنة مع نفس الشهر من العام 2015، حيث يعتمد القطاع هناك على التوازن بين الطلب من السوق المحلي وقوة الدولار التي شهدت تراجعاً خلال الفترة الأخيرة.
ويعاني قطاع الشحن الجوي من بطء النمو خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع معدلات التجارة العالمية، التي نمت بنسبة 2 % فقط في العام الماضي أي أقل من نمو الناتج الإجمالي العالمي
ويتوقع أن تصل كميات الشحن التي تنقلها شركات الطيران في العالم إلى 52.7 مليون طن في العام الجاري مقارنة مع 51.3 مليون طن في العام 2015 بالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي ما زالت تواجه القطاع.