IMLebanon

من موظفة بائسة إلى سيدة أعمال بارزة

 آنا روس
آنا روس

كيت ستانون

استطاعت آنا روس أن تؤمن لنفسها ما كانت تعتقد أنه وظيفة العمر، لكن الحقيقة كانت أكثر من كابوس بالنسبة لها.
في بداية العشرينيات من عمرها، تخرجت روس في إحدى جامعات نيوزيلندا بعد أن درست فنون الأزياء، وعملت كمصممة مساعدة في شركة تحمل اسما كبيرا في مجال الأزياء في ملبورن باستراليا.
وقد وجدت روس نفسها تعمل لنحو 90 ساعة في الأسبوع مقابل مبلغ قليل من المال. وقالت: “لم أعد قادرة على الاستمرار على هذا النحو، ولذا توصلت لقرار مفاده أنني أكره العمل في مجال الأزياء. لقد كنت محبطة”.
وأضافت روس التي تبلغ حاليا 28 عاما أن القرار كان صعبا بالنسبة لشخص أنفق نحو 60 ألف دولار أسترالي (أي 42 ألف دورلار أمريكي) للحصول على تلك الدرجة الجامعية.
لكن من حسن حظ روس أنها كانت تدير عملا تجاريا صغيرا خاصا بها في وقت فراغها المحدود، وذلك للخروج من روتين العمل اليومي الممل، وللحفاظ على ما لديها من قدرة على الإبداع.
لقد بدأت في مجال تصنيع الملابس منذ أن كانت طالبة في الجامعة في نيوزيلندا، لكن بعد انتقالها إلى ملبورن تحولت إلى مجال تصميم الأزياء والمجوهرات في عام 2009، وكانت تلك المنتجات تحمل اسم العلامة التجارية “كيستر بلاك”.
ومع تحقيق المبيعات التي تساعدها على دفع فواتير السكن والمعيشة، بدأت روس في إنتاج طلاء مميز للأظافر ليقدم كهدية مع مبيعات المجوهرات.
وأمضت روس عاما في بحث الكيمياء المعقدة وراء إنتاج طلاء الأظافر، وعينت مساعدا لها متخصصا في مجال الكيمياء للمساعدة في إنتاج الألوان الستة لطلاء الأظافر الذي تريده روس.

وكانت روس بمجرد الانتهاء من ساعات العمل في وظيفتها تتفرغ للتركيز على تنمية مشروعها التجاري الناشيء. وقررت في 2012 أن تتوقف عن إنتاج المجوهرات حتى تركز كل اهتمامها على منتجها الجديد.
وقالت روس: “تمكنا خلال ثلاثة أشهر من زيادة دخلنا لثلاثة أمثال ما كان عليه في العام السابق، وذلك من خلال منتجات تلميع الأظافر فقط”.
والآن، وبعد مرور أربع سنوات، تعد العلامة التجارية كيستر بلاك واحدة من أشهر العلامات التجارية المستقلة العاملة في إنتاج مواد التجميل، وباتت منتجاتها تباع أيضا في كل من الولايات المتحدة وماليزيا واليابان.
وليس ذلك تقدما قليلا بالنسبة لمشروع تديره روس بمعاونة موظف واحد دائم.

الهوس بشبكات التواصل الاجتماعي

وتقول روس إن طلاء الأظافر الذي تنتجه يتميز عن غيره من المنتجات المنافسة لأنه معتمد كمنتج نباتي، ولم يختبر على حيوانات قبل ذلك، ومصنوع في أستراليا، كما أنه خال من المواد الكيماوية الضارة التي يمكن العثور عليها في منتجات علامات تجارية أخرى.
وتقول روس: “الفكرة الرئيسية وراء (منتجات) شركة كيستر بلاك هي أنك لست في حاجة إلى أن تبحث عن مكان التصنيع، لأنك تعلم أنها صنعت هنا، وتعلم أن مكوناتها آمنة”.
ويقول نك بيز، وهو مدير بشركة “موبيم غروب” لأبحاث السوق، إن روس تتمتع أيضا بمهارة خاصة في استخدامها لشبكات التواصل الاجتماعي لدعم شركتها والترويج الجيد لها.
ويضيف بيز وهو يشير إلى صور جميلة نشرتها روس على حسابها بموقع انستغرام أن روس كانت “ذكية” في عرض فكرتها، وأن الناس ينجذبون إلى طلاء الأظافر الذي تنتجه.
ويتابع بيز: “الشغف بمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام البيئة التي يوفرها الإنترنت للحديث إلى جمهور أوسع يعني أنك قد تتحول إلى صاحب علامة تجارية صغيرة، وصاحب شخصية ذات تأثير أكبر”.
وتقر روس بأن شهرة علامتها التجارية (التي يشير الاسم الأول منها إلى اسم شاطئ في نيوزيلندا) قد دفعت الناس للاعتقاد بأن تلك الشركة أكبر من الحجم الذي هي عليه حاليا.
وبالرغم من أنها تدير عملا صغيرا ونشطا، إلا أن حياتها المهنية أصبحت أقل ضغطا مما كان عليه الوضع خلال وظيفتها السابقة في مجال الأزياء.
ويفتح مقر شركة كيستر بلاك بمدينة ملبورن أبوابه لمدة أربعة أيام فقط في الأسبوع، وتجلس روس على أريكة مكتبها كل صباح للتفكر والتأمل. كما أنها تستقطع أحيانا بعض الوقت لممارسة اليوجا.

لكن برغم ما يبدو عليه ذلك العمل من أنه ذا طابع مريح، تتمتع روس بروح الإصرار لإنجاح ذلك العمل.
وتقول: “أنا أحب خوض المخاطر، لكنني أضع كل ما بوسعي من طاقة وقوة خلف تلك المخاطر للتأكد من أنها ستنجح”.
وقد عينت روس موظفا واحدا فقط في وظيفة دائمة، بينما تستأجر بقية العاملين من خلال نظام العمل الحر، من المصممين والمصورين والمصنعين، وفقا لمتطلبات كل مشروع.
وفي الوقت الذي تحقق الشركة نجاحا مستمرا في أستراليا والخارج، تقول روس إن عليها أن تتخذ قرارا حاسما، فإما أن تبطئ من وتيرة التوسع، أو تستمر فيه بنفس السرعة.
وتقول: “هل علينا أن نتمسك بما نعرف فقط، أم علينا أن نستمر في التوسع. من الصعب أن تعرف أيهما أفضل بالنسبة لك كصاحب مشروع”.
وتتابع: “إنه أمر أسأل نفسي بشأنه منذ عام ونصف، ولا أحد يمكنه حقا أن يساعد في حسمه”.