أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن “كل الشهداء الذين سقطوا في النزاع السابق بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” هم عائلة واحدة وفريق واحد.
جعجع وفي حديث لبرنامج “كلام الناس” عبر شاشة الـ”LBCI” أوضح “أنه اذا كان الماضي “غلط” لا يجب أن نكرره، مشيراً إلى أن الشهداء اللذين سقطوا، سقطوا من أجل القضية وليس من أجل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون أو جعجع”.
وعن المصالحة بين “القوات” و”التيار” قال جعجع: “منذ 10 سنوات إلى اليوم والناس تطالبنا بالتوافق والمصالحة، كان هناك مطلب شعبي كبير لنذهب الى المصالحة ونحن عملنا في هذا السياق، فمجموعة من الظروف اجتمعت ووصلنا الى المصالحة”. وأعلن “كنت أنتظر بالحقيقة من بعض الناس أن يقولوا “برافو” عليكم تخطيتم كل شيء مررتم به في الماضي”. واعتبر “أن المصالحة هي من اهم الامور التي حققها في حياته”.
ورد جعجع على سؤال بالقول: “المصالحة لم تكن ردة فعل على مبادرة الرئيس سعد الحريري لأنها بدأت مع ورقة النوايا، وقد تفاوضنا شهرين ونصف قبل تبني ترشيح عون وقد عملنا شهرين ونصف بشكل متواصل لترشيحه”.
وتابع: “لم نجد أي ثغرة للاختراق في انتخابات رئاسة الجمهورية إلا من خلال ترشيح عون”، مشيراً إلى أن عون أقل “8 آذارياً” من غيره وخاصة من رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية”.
وأردف قائلاً: “عون هو من يتولى مسألة التواصل حالياً مع “حزب الله” الذي إنزلق في موضوع ترشيحه، موضحاً أن “حزب الله” لن يخسر حليفه الاستراتيجي ويذهب لترشيح فرنجية”. وأضاف: “إذا وصل مرشحي إلى بعبدا فذلك إنتصار كبير لي”.
وأضاف جعجع “أنه إذا رشح الحريري عون فـ”حزب الله” سيكون في مأزق، فالحزب أخطأ بعدم اعتماد عون مرشحاً له”. وعن عدم نزول عون إلى مجلس النواب قال: “إنه يحاول الاتفاق مع “حزب الله” ولذلك يتوانى عن النزول”.
وعن التحالف مع تيار “المستقبل” أوضح جعجع “أنهم حلفاء كانوا وسيبقوا، والخلاف معهم لا يتخطى الملف الرئاسي”.
وأكد جعجع “أن المصالحة المسيحية – المسيحية ارخت بظلالها على الناس الذين ارتاحوا لهذا التقارب”.
وقال: “أريد رئيساً قوياً للجمهورية، والسفير الايراني قال لبعض الديبلوماسيين إذا تريدون إنتخابات رئاسية فإذهبوا إلى الفاتيكان لإقناع عون بسحب ترشيحه”. وتابع: “الرئيس القوي بحاجة لدولة قوية و”حزب الله” يمسك زمام الدولة”.
وعن المخطوف اللبناني لدى إيران نزار زكا أكد جعجع أنه “للمرة الاولى علم اللبنانيون بقضية زكا عبر التقارير الإعلامية والمطلوب معرفة مصيره والحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية”. وعن العلاقة مع إيران أوضح جعجع “ليس لدينا سوى المودّة والمحبة لإيران ولكنها تساهم في تعليق العمل بالدولة اللبنانية”.
وعند سؤاله عن ترشحه للرئاسة قال جعجع: “لم يعد ترشحي قائماً في اللحظة التي تبنّيت فيها ترشيح العماد عون انطلاقاً من النقاط التي توافقنا عليها”، مشيراً إلى أن “الوجود المسيحي ليس مرتبطاً بشخص، و”القوات لا تسعى الى الحقائب الوزارية فهذا ليس نهجها، ولا يمكن ان تستمر الازمة الرئاسية كثيراً والعمل جار لانتخاب رئيس سواء في ايار او حزيران او الاشهر المقبلة”.
وأضاف: “لست متحمساً لخيار الشارع مع “التيار الوطني الحر” ولا نريد صراعاً مسيحياً – مسلماً في البلد” مؤكداً على ضرورة وضع حد لتصرفات “حزب الله” في الخارج”.
وعن الحكومة أوضح جعجع “إذا كانت الحكومة اللبنانية موجودة يجب ان تتصرف حيال عدد من الملفات بشكل حازم، فالمطلوب من الدولة ان تكون دولة”. وأضاف: “وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الداخلية نهاد المشنوق عكسا موقف الحكومة اللبنانية في المؤتمرات الخارجية”.
وقال: “ليس من مصلحة لبنان مهاجمة السعودية وعلى الحكومة اللبنانية اقناع “حزب الله” بعدم جدوى الهجوم على المملكة”.
وفي الشأن الدولي قال جعجع: “ليبيا والعراق وبعض الدول العربية تعيش تاريخها الفعلي الحقيقي اليوم والاهم ان تستمر الامور نحو الافضل”. وأضاف: “يجب ترك الشعوب العربية تعيش حياتها، وترك المور تتفاعل ومنها الربيع العربي”.
وتابع: “الفدرالية ليست واردة على الاطلاق ومشروعنا وطني وهو تثبيت الدولة في لبنان”. وأردف قائلاً: “نتفاهم مع “التيار الوطني الحر” في الملفات الداخلية والموضوع المسيحي على رأس القائمة”.
ورداً على سؤال، أجاب:” مقابل الأزمة الوجودية الكيانية التي نعاني منها لدينا وحش لا يقل أهمية وهو الفساد لم أكن أعلم أن حجم الفساد كبير لهذا الحد. صُدمت بحجم الفساد في لبنان والملفات تصل الى مئات الملايين من الدولارات، واليوم عدم وجود حل لملف النفايات لأنه أصلاً لا يُبحث عن حل، لقد اتخذنا قراراً في القوات للمرحلة المقبلة بمحاربة الفساد وبالأخص في القضاء لأنه عند فساد القضاء ينتهي كل شيء، فمثلاً هناك مجموعات سياسية متفقة مع بعضها على الحكم على ميشال سماحة وهذا الفساد بحد ذاته…”.
واستشهد جعجع بما جرى ” ليلة رأس السنة عندما علمت النائب ستريدا جعجع أن بعض المحلات إستغلت المواطنين خلال موسم الثلج، فقدمت شكوى فوراً لدى البلدية التي حررت بدورها محضر ضبط بحقهم، لذا بشري نموذج للعمل البلدي حيث السلطة السياسية تقوم بواجبها للتبليغ عن المخالفات.”
واستطرد:” اتفقنا مع التيار الوطني الحر ان تكون المعركة في البلديات من اجل الاتيان ببلديات فعالة، واتفقنا على بعض رؤساء بلديات ليسوا لا مع التيار ولا قواتيين ونحن نريد التعاون مع الجميع ولا نريد مواجهات فالبلديات للعمل، في بيروت مثلاً إتفقنا على المناصفة 12 – 12، ففي زحلة هناك محاولة للوصول إلى بلدية توافقية ولكن لم أعرف بعد تفاصيلها نريد بلدية تعوض الـ 6 سنوات التي مرت على أبناء زحلة نحن لا نريد مواجهة مع ميريام سكاف ولكن نريد بلدية فعالة، وفي زغرتا طُرح علينا التصور بقيام تحالف بين رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وتيار المردة وتم التوافق بيننا جميعاً…”.
وختم جعجع:”حلمنا كـقوات لبنانية أن نحافظ على حلفنا الأساسي مع تيار المستقبل ومن جهة ثانية دعم الحلف الجديد مع التيار الوطني الحر” لأن “القوات” و”التيار” و”المستقبل” معاً يستطيعون أن يحققوا الكثير للبنان …”.