تصاعدت مخاوف مسيحيي الشرق بخصوص مستقبلهم في المنطقة، خصوصاً بعد صعود جماعات وتيارات الإسلام السياسي التي تتبنى القصاص الطائفي من خصومها بدل التعايش.
وأجمع رجال دين وممثلون عن الكنائس في تصريحات لـ”العرب” على خشيتهم من أن تخلو منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين.
وعزا هاري هاكوبيان، مستشار الكنيسة الكاثوليكية في بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط، هذه المخاوف إلى كون جماعات الإسلام السياسي “ترفض الاعتراف بالهوية والتاريخ والقيم الإيمانية للمسيحيين ومؤسساتهم، وتتعامل معهم بصفتهم مواطنين من الدرجة الثانية”، مشيرا إلى أن “هذا ما يشعر به المسيحيون، سواء كان ذلك صحيحا أم لا، وهو أمر لا يقبله معظم المسيحيين”.
ورغم التفاؤل الذي أبداه المسيحيون تجاه الشعارات التي رفعت في احتجاجات 2011 في دول مثل تونس ومصر وسوريا بشأن الحريات والتعايش السلمي، لكن سيطرة الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين متحالفة مع مجموعات سلفية تحولت في ما بعد إلى حركة عنف مسلح مثل داعش أطاحت بهذا التفاؤل.
وقال الأب نديم نصار، مدير مؤسسة وعي، إنه “فجأة بدأت الشعارات تتغير من شعارات وطنية علمانية تحترم النسيج الاجتماعي الخاص لكل بلد في الشرق، إلى شعارات متطرّفة إقصائية إلغائية، ليس فقط للمسيحيين أو الأقليات، بل لكل من يخالفها الرأي”.
واتهم الأب نصار للإسلام السياسي بأنه “لم يفرز فكرا مستنيرا يرسل رسائل الاطمئنان والاحترام والمحبة للأقليات الكثيرة الموجودة في الشرق، وما أرسله كان ينتمي إلى خطاب الإقصاء والتهديد والوعيد”.
ويقفز الإسلاميون على التاريخ الطويل من التعايش مع المسيحيين، ويخططون لإلغاء التنوع الديني، بل وفرض الأسلمة حتى على المسلمين ممن يحملون أفكارا مختلفة مع تأويلهم المتشدد.
وأشار المطران داؤد، مطران السريان في المملكة المتحدة إلى الخشية والحذر “من تسييس الدين أو من يسيسون الدين ويستعملونه لغايات خاصة ويستغلونه لتمرير أفكارهم وتطلّعاتهم”.
وأضاف “بصراحة الإسلاميون زجوا بالدين في موقف صعب واستخدموا بعض الآيات التي قيلت في حينها والتي ليس من الممكن تطبيقها على عالم اليوم”.