IMLebanon

الصايغ في ندوة جامعة الحكمة: التنمية تقترن بمعايير الحوكمة الرشيدة

sagesse-sayegh

افتتح رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، معرض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الذي نظمته الجامعة، بالإشتراك مع مركز” قدموس”، في حضور الوزيرين السابقين رئيس مركز “قدموس” ومنسق برامج الماستر في كلية العلوم السياسية في الجامعة الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ومنى عفيش، نائب رئيس الجامعة للشؤون الآكاديمية الخوري دومينيك لبكي، نائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتورة برناديت أبي صالح وعمداء الكليات وممثلين ل125 جمعية ومنظمة شاركت في المعرض وممثلين للمجتمع المدني جمعيات وأندية ومنظمات دولية وخبراء وناشطين في العمل الإجتماعي.

شلفون
وألقى الخوري شلفون كلمة نقل فيها تحيات رئيس أساقفة بيروت و”بركته للمنظمين والمشاركين ولكل الجمعيات غير الحكومية العاملة في لبنان لخدمة مجتمعنا”، وقال: “يسر جامعة الحكمة ويسعدها أن تحيي في رحابها، للسنة الثانية، هذه التظاهرة الجامعية والمجتمعية الراقية NGO’s Fair. والجامعة، بما تقوم به، تحيي المجتمع المدني والجمعيات العاملة في إطاره، الناشطة في ساحات الوطن وعلى دروب المستقبل انطلاقا من المشاركة الفاعلة للمواطنين في عملية التنمية المحلية والمستدامة.
إن هذه الجمعيات تشكل سمة هذا العصر، وهي تشغل عالم اليوم وتثير اهتمامات الدول والحكومات لأنها الصورة الصحيحة لديموقراطياتها، والمراقب الواعي لإداراتها، واليد الامينة الممتدة، في كل آن ومكان، بهدف الدعم والمساعدة والعطاء وتطوير مفهوم الديموقراطية. إنها التطوعية التي تحتاج اليها مجتمعاتنا، وفيها من روح التجرد والتضحية قدر ما فيها من العزم والسعي الدائم الى تحقيق الأهداف الانسانية والوطنية السامية”.

وأضاف: “إن جامعتنا التي اهتمت وتهتم بالمنظمات غير الحكومية – وقد أعدت لها ديبلوما جامعيا خاصا على مستوى الماستر ضمن كلية العلوم السياسية والدبلوماسية – تؤكد حرصها على تنشئة قياديين وعاملين في هذه الجمعيات، وتسعى الى أن يكون لها في لبنان، أسوة بما لها في الدول المتقدمة – دور فاعل وصوت مسموع في صنع القرارات وبلوغ الغايات المتوخاة”.

وختم: “بوركت أعمالكم، وليشكر المبادرون والعاملون على تحقيق هذا الإحتفال، معرضا وندوة، ولا سيما معالي البروفسور سليم الصايغ، وكل معاونيه والمشاركين، وليبق هذا التكامل بين الجامعات والجمعيات من أجل مجتمع عامل في خدمة المبادئ والقيم العليا، وانسان يعيشها بتألق”.

ندوة
وعلى هامش المعرض، عقدت ندوة بعنوان “نحو الإحتراف في عمل الجمعيات والمنظمات غير الحكومية تركز مضمونها على التشبيك بين الجمعيات، التمويل والإستدامة، وتحدث فيها الدكتور الصايغ، كنج حمادة (USAID) عن سبل التمويل، رمزي الحاج (CRS) عن سبل توزيع تمويل المانحين بين القطاعات، جوزفين زغيب عن التشبيك والحوكمة (شبكة المساءلة العربية)، رودولف جبرايل عن نجاحات مشاريع الطلاب خريجي ماستر الجمعيات.

الصايغ
وقال الدكتور الصايغ في مداخلته بعد شكره رئيس الجامعة على “دعمه للجمعيات غير الحكومية والمطران مطر على رعايته لهذا المعرض”: “يأتي هذا المعرض اليوم في زمن يتقاطع فيه التاريخ والجغرافيا على حساب الإنسان والمجتمع. وهنا تكمن أهمية هذا المعرض الذي يكشف ويعلن أن الوجود سوية هو أفضل تعبير عن الرفض لكل الحتميات التي تلغي كل “غيريه”، وتحول الإنسانية إلى “بهيمية” تقاتل غريزيا من أجل البقاء ليس إلا”.

وأضاف: “نحن نؤمن بأن لا حتمية غير إعلاء كرامة الإنسان، وأن لا قيمة تعلو عليه، وهو الغاية كما الوسيلة والطريق، وعلى كل خطوة على درب تحقيق الإنسانية كاملة في قلب كل إنسان أن تكون ضاربة في جذور الحياة والخير والحق والجمال. والجمعيات هنا جزر رحمة وبؤر محبة وباقات من نور. والجمعيات ليست مجتمعا مدنيا بقدر ما هي خميرة المجتمع، وهي ليست مشروعا بديلا عن الدولة، بقدر ما هي مشروع أصيل للدولة وهمها مركزية الإنسان وقضاياه وتغيير الحياة والواقع البائس ومن ضمنها الحياة السياسية”.

وتساءل عن “خميرة المجتمع في الإنتخابات البلدية وعن المشاريع التنموية ومشاركة المرأة في الحوكمة المحلية وعن العناوين التي تهم إنسان الرحمة المعولمة والمعولمة وليس إنسان العولمة المتوحشة”، وسأل: “هل المطلوب أن تنحصر الإنتخابات بين الأخ وأخيه على أساس مشاريع سلطة نبحث فيها عن الإنسان ولا نراه، عن مصلحة الإنسان العامة ولا نراها؟ إن التنافس مطلوب في كل عملية إنتخاب، إنما الديموقراطية هي أوسع وأعمق من مجرد تجميع للأصوات في صندوق الإقتراع عبر المشاركة الأفقية بين الناس، لأن الغالبية قد تأتي بالديكتاتورية، كما علمنا التاريخ. ان الوجاهة لا تقود إلى الريادة المستحقة في البلدية إن لم تكن مقرونة بمعايير الحوكمة الراشدة وأهمها معايير الكفاية والنزاهة والشفافية والمشاركة والصدق والمحافظة على الخير العام والفاعلية واعتماد الجدوى الإجتماعية والحدودية الإنسانية والمعايير البيئية في أي عمل أو نشاط أو مشروع. لذلك نتمنى على الجمعيات، خميرة المجتمع، أن تؤدي كامل دورها في الإنتخابات البلدية بحيث تصبح مطالبها التنموية من صلب الخطاب والمشروع للمرشحين”.

ودعا المنظمات الحكومية الدولية الى أن “تتعلم من عمق التجربة اللبنانية سر صمود المجتمع اللبناني في الحرب وبعدها، في اللجوء والنزوح، في البحبوحة والقلة، وتعطي لنفسها الفرصة لتكون مبدعة كما الشعب اللبناني وخلاقة كالإنسان اللبناني.

وطلب منها أن “تتحد وتنادي بإعطاء لبنان جائزة نوبل للسلام الذي استضاف أكبر نسبة من اللاجئين والنازحين والذي بقدوته يعطي العالم والأمم المتحدة وكل المنظمات العالمية والدول والشعوب مثلا في التضامن الإنساني”.

وفي ختام الندوة، كانت مداخلات لخريجي الماستر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.