مما يدل على ريادة شركة صناعة السيارات الكهربائية (تيسلا موتورز) اهتمام المستهلكين بمنتجاتها؛ فبعد النجاح الكبير الذي حققته في طراز “إس”، تلقت الشركة نحو 280 ألف طلب مسبق على طراز 3، الذي أعلنت عنه مؤخراً. لكن هل هي استثمار جيد؟
الإجابة باختصار: “لا”؛ لأن هوامش التشغيل والتدفقات النقدية التشغيلية للشركة سلبية، وهي تبالغ في تقدير قيمة أسهمها، مقارنة مع غيرها من شركات السيارات الكبرى.
أما على المدى الطويل، فينصح بالاستثمار في هذه الشركة؛ إذ ستنمو مخرجاتها المالية حين تتوسع استثماراتها وتحقق انتشاراً أكبر مما هي عليه الآن. ومع نحو 280 ألف طلب، تحاول الشركة الوصول إلى “النقطة الحرجة”، التي ستصل فيها منتجاتها إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين في وقت محدد، وفقاً لمنحنى ايفيرت روجرز المتعلق بضمانات التسويق. وبالنسبة إلى أي شركة تطرح منتجاً جديداً، فإن عملية انتشار المنتج تمر في 5 مراحل: الوعي، الاهتمام، التقييم، التجريب، التبني. وبوصفها شركة مبتكرة أو مجموعة استهلاكية صغيرة تبنت منتجاً ما، يكون معدل انتشار المنتج بطيئاً في البداية، ثم بعد ذلك يبدأ معدل الانتشار بالارتفاع حتى وصوله إلى “النقطة الحرجة” أو المعدل الذي تستهدفه.
أما شركة تيسلا، فسيساعدها الطراز الجديد الذي يتميز بسعره المنافس على الوصول إلى السوق عاجلاً أم آجلاً، بحيث سيكون نجاح الشركة مماثلاً لكبرى شركات السيارات. لكن ما الذي ينبغي على المستثمرين فعله في هذه الأثناء؟ هل عليهم شراء أسهم تيسلا أو شراء أسهم الشركات الكبرى القائمة مثل فورد أو “جنرال موتورز”؟
إن ذلك يعتمد على رؤية وأسلوب كل مستثمر؛ فالذين يهتمون بالاستثمار المتطور على المدى الطويل سيقبلون على شراء أسهم تيسلا، أما من يبحثون عن الاستثمار القيم ذي الضمانات العالية على المدى الطويل، سيكون عليهم شراء أسهم فورد أو “جنرال موتورز”.