اشار العلامة السيد علي فضل الله الى ان لبنان الذي يستمر فيه مسلسل الفضائح بل امتدت لتصل إلى الاتجار بالبشر. أما رائحة الفساد، فبتنا نشمها ونتحسسها في كل مفاصل حياتنا، وحيث ما ذهبنا، ورغم أننا قد نرى الفساد الكبير جليا، ولكن لا ينبغي أن نغفل الفساد الصغير، وهو نتاج الترهل الذي تعيشه الدولة، في ظل الانقسام السياسي والمحاصصات وفقدان الرقابة. وما يزيد من تفاقمه في هذه المرحلة، هو تعطيل المفاصل الأساسية في الدولة، حيث الشغور الرئاسي، وعدم انتظام عمل المؤسسات، وعدم تفعيل المجلس النيابي. وإذا كان هناك من عمل لمجلس الوزراء، فهو تفكيك الألغام السياسية بين مكوناته، حيث يخشى عند كل جلسة من انفجار لغم يؤدي إلى فرط عقد هذا المجلس، بحيث أصبح تأجيل الجلسات، وحتى إيقافها، مطلبا وطنيا للحؤول دون أن تفوح منها رائحة الطائفية البغيضة أو تزيد من تأجيج الأحقاد الدفينة”.
فضل الله، وفي خطبتي صلاة الجمعة، قال: “الفساد لا يحارب بتفكيك أجهزته أو القبض على ضحاياه فقط، بل عندما يحاسب الذين أمنوا له الحماية وأوجدوا له الغطاء، وعندما يقرر الشعب أن يحاسب ويعاتب، ولا ينادي بنجاة فاسد، أو يرفعه إلى سدة البرلمان أو إلى أي موقع في البلد، فالشخص الذي نجد لديه ذرة من فساد، ويكون الفساد هينا عليه، لا يمكن أن يكون مصلحا، ولا يصلح به البلد”، مؤكدا ان “الفساد سينتهي عندما نرى رموزه وصناعه، يطاح بهم، ويصبحون وراء القضبان، ويصيرون لعنة على كل لسان”.