يقع الكثير من اللوم في تراجع أسعار النفط إلى المستويات الحالية على مدى عام ونصف العام، على عاتق ارتفاع الإنتاج الأميركي بقوة، لاسيما النفط الصخري.
وهذا الإنتاج استفاد بقوة من أسعار نفط فاقت 100 دولار للبرميل منذ العام 2011 وحتى منتصف العام 2014. والبعض اليوم يأمل في أن يكون تراجع الإنتاج الصخري الأميركي نتيجة أسعار النفط المنخفضة بنفس سرعة ووتيرة ارتفاعه. فهل يتحقق ذلك؟
يعتمد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة على تقنية التكسير المائي لتفتيت التشكيلات الصخرية وإخراج السوائل البترولية، ويعتبر عدد آبار التكسير المائي وحجم إنتاجها مؤشراً للإنتاج الصخري الأميركي. فمن إنتاج لم يتعدَّ 2% من إنتاج النفط الأميركي في العام 2000، ارتفع إنتاج الآبار المكسرة مائياً على مدى 15 عاماً من 100 ألف برميل يومياً تنتج من خلال 23 ألف بئر، إلى أكثر من 4 ملايين و 300 ألف برميل يومياً مع ارتفاع عدد الآبار إلى 300 ألف بئر.
وبدأت القفزة في إنتاج النفط من الآبار المكسرة مائياً بتسجيل طفرات منذ العامين 2011 و2012، حتى وصلت العام المضي فوق مستوى 4 ملايين برميل يوميا.
ومع هذه الزيادة استحوذ الإنتاج من الآبار المكسرة مائيا شيئا فشيئا على حصة الآبار التقليدية، فمن حصة لم تتعدّ 2% في 2009، إلى حصة تجاوزت 51% العام الماضي.
واستخدام تقنية التكسير المائي غير محصورة فقط في استخراج النفط الصخري من خلال الآبار الأفقية، بل من الممكن استخدامها أيضا في الآبار العامودية والاتجاهية DIRECTIONAL كما تستخدم في التشكيلات المحكمة وحتى في الإنتاج البحري.