صرح مسؤولو نقابات شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات لوكالة الأنباء الألمانية الخميس بأن النقابات تحذر من انهيار الثقة في إدارة الشركة، في أعقاب اعتزام الإدارة تنفيذ تخفيضات كبيرة في الإنفاق لمواجهة النفقات الضخمة لفضيحة التلاعب في نتائج اختبارات معدلات عوادم ملايين من سياراتها في مختلف أنحاء العالم.
ووجهت نقابة “آي.جي ميتال” لعمال الصناعات المعدنية والهندسية، وهي أكبر نقابة عمالية في ألمانيا، رسالة للعمال عبر البريد الإلكتروني اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية حيث قالت فيها إن الشركة تواجه “مشكلة ثقة خطيرة”.
ودعت النقابة الشركة إلى الموافقة على عقد عمل جماعي جديد لحماية الوظائف ووضع خطط استثمارية جديدة، وذلك في أعقاب اشتداد التوتر بين النقابة ومسؤولي الإدارة منذ اعتراف الشركة في أيلول/ سبتمبر الماضي باستخدام برنامج كمبيوتر معقد لتقليل كميات العوادم التي تصدر عن سيارات تعمل بمحركات ديزل (سولار) أثناء اختبارها مقارنة بالكميات الحقيقية التي تصدر أثناء سير السيارات على الطرق في ظروف التشغيل الطبيعية.
وكانت فولكس فاجن، وهي أكبر منتج سيارات في أوروبا، قد ألمحت في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي إلى اعتزامها تقليص عدد عمالها ، بعد إعلان خفض نفقاتها الاستثمارية خلال العام الحالي إلى 12 مليار يورو (14 مليار دولار) وهو ما يقل بمقدار مليار يورو عن متوسط الاستثمارات السنوية خلال الأعوام الأخيرة. ولم تكشف الشركة حتى الآن عن تفاصيل إجراءات خفض النفقات.
كانت وكالة الأنباء الألمانية قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي أن عملية خفض قوة عمل فولكس فاجن ستشمل شطب حوالي 3 آلاف وظيفة إدارية في ألمانيا بنهاية 2017 وسيكون أغلبها من خلال انكماش التقاعد الطبيعي للعمال.
من ناحيته قال كارل هاينز بليسنج عضو مجلس إدارة فولكس فاجن المسؤول عن الموارد البشرية لوكالة الأنباء الألمانية إن الشركة رحبت بمقترحات آي.جي ميتال.
وقال “نحن نرى في هذا الخطاب الداخلي للنقابة أساس جيد للغاية للتعاون المستقبلي”.
وأضاف أن “ضمان مستقبل آمن لمواقع الشركة هو محل اهتمام الإدارة”، داعيا إلى مفاوضات سريعة وبناءة مع العمال.
كانت أخر مرة وافقت فيها فولكس فاجن على عقد عمل مع النقابات لضمان الوظائف في 1993 في ذروة التراجع الاقتصادي لأوروبا، وهو ما دفع الشركة إلى الاكتفاء بتشغيل العمال 4 أيام أسبوعيا فقط في ذلك الوقت.
وفي الرسالة التي وجهتها النقابة لحوالي 120 ألف عامل في فولكس فاجن وأعضاء في النقابة، قالت إن اتفاقها المقترح من أجل المستقبل سوف يشمل اتفاقات واضحة ” بشأن عدد السيارات التي يتم إنتاجها والالتزامات الاستثمارية للأعوام المقبلة”.