كتب كاظم عكر في “لبنان الجديد”:
تلقى وزير العدل أشرف ريفي دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر الأمن الذي تنظمه جامعة الأمير نايف بن عبد العزيز للعلوم الأمنية، وجاءت الدعوة من ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد نايف، الذي من المقرر أن يعقد لقاء خاصًا مع الوزير ريفي .
تحمل هذه الزيارة أكثر من عنوان سياسي إذ تحاول المملكة العربية السعودية الإيحاء من خلالها، أن ثمة تموضعًا جديدًا في سياق الزعامة السنية في لبنان، وتحاول المملكة بذلك الإيحاء إلى من يعنيهم الأمر أنه أصبح من الممكن نسج علاقات مباشرة مع ريفي، وأن رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري لم يعد وحده صلة الوصل بين المملكة والشارع السني في لبنان ولم يعد الحريري وكيلا حصريا لعلاقات السعودية مع لبنان .
ويأتي ذلك في سياق العلاقات المتوترة بين الحريري والسعودية والتي كشف عنها كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي أشار فيه إلى أن مستحقات “سعودي أوجيه” تسدد وفقاً لشروط العقد مع الدولة السعودية، وحصلت على 70 بالمئة من مستحقاتها، مشيرا الى أنّ لا خلاف على هذا الأمر بل مثلها مثل باقي الشركات، لكن على الشركة ديون كبيرة وكلما تحوّلت الأموال إلى حساباتها حجزت هذه الحسابات لصالح الدائنين، كما لفت بن سلمان إلى أن لا شكاوى قضائية على الشركة.
وهذا الموقف يعزز فرضية الغضب السعودي على “أوجيه” خصوصا أنه اعتبر تحريضاً للموظفين للجوء إلى القضاء.
ومن الناحية السياسية، فثمة مؤشرات لدى أمراء المملكة المتابعين للوضع في لبنان تفيد بأنّ الحريري لم يعد ذا تأثير في السياسة اللبنانية، وهو لم يعمل وفق توجهات المملكة وإرادتها، ولم يستطع بث الروح السياسية التي تريدها المملكة في لبنان، وبالتالي فإنّ التقدير السعودي بالبحث عن زعامة جديدة تنسجم أكثر مع سياسات السعودية وتوجهاتها، وكان الوزير أشرف ريفي الشخصية المناسبة التي قد تلعب هذا الدور مستقبلا حيث لاقت خطوة استقالته من حكومة الرئيس تمام سلام تأييدا واستحسانا ومديحاً سعودياً، فيما كان نصيب سعد الحريري التجاهل السعودي التام.
وفي هذا السياق، تكشفت في الآونة الأخير خلافات كبيرة وواضحة في وجهات النظر بين الحريري والمملكة السعودية خصوصا خلال فترة المواقف التي أطلقتها المملكة في حملتها على “حزب الله” والذي حاول الحريري خلالها أن يتمايز عن المواقف السعودية بالاعتدال تجاه “حزب الله” .
وبالنظر الى هذه الوقائع تتعزز يوما بعد يوم زعامة ريفي وخصوصًا في الشمال بعد افتتاح مجموعة من المكاتب في طرابلس تابعة لريفي مهمتها استقبال طلبات المواطنين والاهتمام بشؤونهم الخدماتية والرسمية مع المؤسّسات المعنية، وفي ذلك مؤشرات كبيرة على زعامة مستقبلية جديدة أو على الأقل زعامة في الشارع السني تضاهي ربما زعامة سعد الحريري.