ايفا ابي حيدر
أكد رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز شارل عربيد ان للامتيازات اللبنانية حضورا مهما وقويا في كل دول الخليج، حتى يمكن القول ان دول الخليج والدول العربية تشكل وجهة العلامات التجارية اللبنانية الاولى والاساسية.
وبرأي عربيد فإن العلاقات بين الشعوب شيء والتبادل التجاري شيء والأزمات المرحلية والدبلوماسية والسياسية شيء آخر. انطلاقاً من ذلك، نحن نطمح الى أحسن العلاقات مع كل الدول وعلى رأسها الدول العربية والخليجية.
كما يجب ألا ننسى ان للبنان تاريخا طويلا من العلاقات والتبادل التجاري والعمل، إذ ان لبنانيي الخليج أنجزوا وبرعوا وعملو وبنوا الخليج. اليوم من خلال العلامات التجارية وتواجدنا هناك في كل القطاعات من قطاع المطاعم الى الموضة والمجوهرات والتجميل، وغيرها الكثير بات هناك أكثر من 200 علامة تجارية لبنانية موجودة في دول الخليج، لذا يجب ان نحافظ عليها ونحصّنها ونرعاها قولا وفعلاً.
استناداً الى هذه المعطيات، أكد عربيد لـ«الجمهورية» ان الهيئات الاقتصادية لم تقصّر، وللغاية قام القطاع الخاص اللبناني بجولات الى دول عربية عدة آخرها الى سلطنة عمان، ونحن نسعى للقيام بجولة جديدة الى الدول الخليجية من أجل تعزيز هذا التواصل وللتأكيد انه لا يمكن للأزمات السياسية بين البلدين ان تكون غير غيمة صيف عابرة.
وناشد عربيد السياسيين خفض مستوى الكلام بالنبرة العالية في كل الاتجاهات، كذلك أسف للنبرة العالية التي تصدر عن بعض الجهات من الخليج، خصوصاً أن هذا الاتجاه لا يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، مشدداً على ان المصالح مشتركة بين البلدين، إذ كما للبنانيين مصالح في الخليج، كذلك لأهل الخليج مصالح مع لبنان.
وذكّر عربيد بالقيمة المضافة التي يقدمها الفرد اللبناني أكان منتجاً أو رجل أعمال، فهو ساهم ببناء دول الخليج لذا نحن نسعى الى تحسين العلاقات.
تابع: نعمل للقيام بجولة على دول الخليج نزور فيها خصوصاً المملكة العربية السعودية. فهذه الزيارة تهدف الى تلطيف الاجواء وإظهار الامور على حقيقتها والتشديد على انه مهما تأزمت العلاقات بالسياسة تبقى العلاقات الاخوية والمصالح هي التي تربط الشعوب.
العلامات التجارية
من جهة أخرى، لفت عربيد الى ان العلامات التجارية اللبنانية كانت تشهد نمواً وتطوراً في الدول العربية والخليج تخطّى الـ 15 في المئة على صعيد سنوي، ونحن نشجع الشركات اللبنانية على تكبير حجم أعمالها وحجم التبادل.
ولفت الى ان هذه النقطة ستكون موضوعاً رئيسياً في مؤتمر «البيفكس» المقرر عقده في 18 و 19 ايار المقبل، حيث سيكون على رأس اعماله الاعلان عن اقامة معهد العلامات التجارية العربية الذي يصب في هذه الخانة، ويرمي الى تشجيع تبادل ما صُنع في الدول العربية وتقوية العلامات التجارية العربية، لذا يجب تحصين العلاقات مع الدول العربية وتقويتها.
ورداً على سؤال، اكد عربيد أن لا خوف اليوم على شركات «الفرانشايز»اللبنانية في الدول العربية والخليج، لا بل نتطلع الى تكبير حجم الاعمال والى انتشار أوسع وحضور أكبر هناك، خصوصاً وأننا نقدم منتجات وسلع وخدمات وامتيازات ذات جودة عالية، فما صنع في لبنان مطلوب ومرغوب ومقدّر عند المستهلك العربي والخليجي.
عن قطاع «الفرانشايز» في الداخل اللبناني، لفت عربيد الى ان أرقام أو نتائج مؤشر بيع التجزئة الاخير لم تكن مشجعة، بحيث سجلت غالبية القطاعات تراجعاً في المبيعات، على سبيل المثال تراجع قطاع الالبسة نحو 8 في المئة، في حين استقر قطاع الضيافة، ولكن في جميع الاحوال لم يسجل ايٌّ من القطاعات نمواً.
أما في ما خصّ تصدير الامتيازات اللبنانية فهي أفضل حالاً، ويمكن القول ان ما نخسره جراء الجمود في الاسواق الداخلية نستعيض عنه بالتصدير لأن هناك طلب على الإمتيازات اللبنانية، وبنتيجة ذلك نلاحظ ان المهارات اللبنانية تنمو والخبرة والتوسع في الاسواق الى ازدياد، واللبناني يحاول تعويض ما يخسره جراء الجمود في السوق الداخلي بالتصدير.
وأكد عربيد ان لا تراجع في أعمال الامتيازات اللبنانية في اسواق الدول العربية والخليجية، والتصدير يسجل نمواً بحوالي 10 في المئة سنوياً، بما يعوّض ما نخسره في الداخل اللبناني.
وخلص عربيد الى التأكيد ان لا نمو لقطاع الامتيازات في لبنان ولا تراجع، مشيراً الى هذا الوضع مقلق خصوصاً وأن قطاع الامتيازات قطاع ناشئ، فلو كان هناك استقرار سياسي وأمني في لبنان لكان نما القطاع بنسبة 15 الى 20 في المئة سنوياً.
واكد عربيد انه في الوقت الراهن نعاني من الصعوبات والقلق لكننا لم نصل بعد الى مستوى الاقفال، فهناك حد أدنى من الصمود والمناعة حتى الان. وأمل عربيد في ان يعي اهل السياسة خطورة الوضع الاقتصادي، مطالباً بإقرار سياسات اقتصادية تحفيزية للاستهلاك والتصدير.