IMLebanon

الخارج “يرفع العشرة” رئاسياً!

baabda

نقلت الوكالة “المركزية” عن دبلوماسي غربي قوله إنّنا “بذلنا كل الممكن والمعقول في مختلف الاتجاهات لانتخاب رئيس جمهورية للدولة اللبنانية وفشلنا”. كلام الدبلوماسي جاء خلال عشاء خاص في معرض سؤاله عما تفعله الدول الصديقة المهتمة بلبنان لمساعدته على تجاوز الازمة والدفع لانجاز الاستحقاق. “اما رهاننا ، اضاف الدبلوماسي، فمعقود على وعي القيادات السياسية اللبنانية وحسّها الوطني”. ولم يتوان، كما ابلغ بعض من شارك في العشاء “المركزية” عن انتقاد القادة اللبنانيين بشدة لتقاعسهم عن أداء الدور الوطني المنوط بهم وتخلفهم عن تطبيق القوانين والنصوص الدستورية التي توجب انتخاب رئيس للبلاد وعدم تركها مشرعة على رياح الفراغ ومخاطرها.

وينقل هؤلاء عن الدبلوماسي تأكيده ان دول الغرب لن تترك لبنان في قلب العاصفة الهوجاء التي تضرب المنطقة بالارهاب والتطرف، وهي بذلت وتبذل كل جهد ممكن من أجل ابقاء ساحته مستقرة وعدم تعريضها لأي سقطة، وانها توازيا تتحين كل فرصة ممكنة من أجل اقناع من يلزم من الدول الاقليمية او من اطراف الداخل لتسهيل الاستحقاق خصوصا ان الوضع اللبناني هش للغاية ودقيق الى درجة لا يحتمل اي انتكاسة ويتطلب اجراءات سريعة وفورية للاحاطة به واحتضانه من خلال انتخاب رئيس واعادة تفعيل المؤسسات الدستورية. ويلفت في هذا المجال، الى “انّ المساعي المبذولة دولياً لانهاء الازمة السورية المرتبط جزء من أزمة لبنان بالغة الجدية والاتصالات تتم بوتيرة سريعة للوصول الى الحل قبل ايلول المقبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بحيث اذا ما نجحت يفترض ان يكون للبنان رئيس جمهورية خلال هذه الفترة، والا فان الفراغ قد يدخل عاماً جديداً وهذا أخطر ما يمكن ان يحصل”.

ويدلل المصدر على اهتمام دول الغرب بلبنان الى زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نهاية الاسبوع متجاوزاً الاطر البروتوكولية في غياب رئيس البلاد ومصرّاً على عدم زيارة المنطقة من دون المرور بلبنان لا بل بدأ جولته منه تحديداً لابراز مدى الاهتمام به من زاويتي الصداقة التي تربط الدولتين تاريخياً ووجوب استمرار الصوت الخارجي المذكّر بضرورة انتخاب رئيس للبنان خشية ان تصبح فكرة غيابه عادية ومألوفة .

وفي السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” الى انّ المساحة الزمنية القصيرة للزيارة الرئاسية الفرنسية لن تحول دون التقاء هولاند مع أكبر شريحة من المسؤولين والقادة اللبنانين، اذ انه فور وصوله بعد ظهر السبت المقبل سيجتمع الى رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثم يعقد لقاءات منها المنفرد ومنها خلال حفل استقبال مع القيادات السياسية، على ان يشارك صباح الاحد في احتفال يقام قرب ضريح الجنود الفرنسيين في قصر الصنوبر يحضره وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وضباط من اليونيفل قبل ان يتوجه بقاعا لتفقد أحد مخيمات النازحين السوريين قبل ان يغادر لبنان الى الأردن الوجهة التالية في جولته الاقليمية.

وتوضح انّ المسؤولين اللبنانيين سيثيرون مع هولاند ملف الهبة السعودية للجيش اللبناني المجمدة بفعل توتر العلاقات اللبنانية ـ السعودية وامكان تحرك فرنسا على هذا المحور لاعادة المياه الى مجاريها والهبة للمؤسسة العسكرية من منطلق الدور الفرنسي الشريك في هذا المجال.