Site icon IMLebanon

نسب تلوّث خيالية هذا الصيف!

 

تقرير “السفير”: أن ترتفع أرقام التلوّث الجرثومي والكيميائي في أشهر الأمطار، يعني أن الواقع البيئي والصحي قد تجاوز الخطوط الحمراء وهو أمر “غير طبيعي وخطير جداً”، حسب توصيف مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة. فقد حذّرت هذه المصلحة من تصاعد وارتفاع متوقع في الأشهر المقبلة في ارقام وحجم التلوث الجرثومي والكيميائي الذي يشمل كل المجاري المائية والنهرية على طول لبنان.

في عزّ الهطولات المطرية، دلت الأرقام الجديدة لنتائج التحاليل لعدد من عينات المياه في البقاع وبيروت من مياه الأنهر والآبار الارتوازية، على تلوث بأرقام غير مسبوقة، على مثال نتائج فحوص عينات المياه التي أخذت من مياه أنهر الكلب وانطلياس وبيروت وبيّنت جميعها على عدم مطابقتها للمواصفات الجرثومية وتحتوي على مياه المجارير ما بين 30 ألفاً الى 200 ألف جرثومة علماً ان المسموح به هو 100 فقط.

لم يقتصر التلوث الجرثومي والكيميائي على المجاري المائية في بيروت، بل طال الآبار الارتوازية التي تستخدم مياهها للاستهلاك المنزلي، ودلت نتائج عينات هذه الآبار التي وردت الى مختبرات المصلحة في الفنار على وجود تلوث جرثومي بنسبة 71% من أصل هذه العينات التي وجدت ايضاً جميعها وبنسبة 100% غير مطابقة للمواصفات الكيميائية لاحتوائها على الزئبق والكلور والكالسيوم وسواها من الملوثات الكيميائية.

كما أظهرت فحوص عينات المياه الناجمة عن اختلاط النفايات في منطقة الفنار خلال شهري شباط وآذار، على احتوائها ارقاماً خيالية من مختلف الجراثيم وخصوصاً الكوليفورم وايشيريشيا كولي وغيرهما. واللافت ان نسب التلوث وصلت الى حدود 2000 تيريلون جرثومة.

تلوث الأنهر والآبار

في المقابل دلت نتائج فحوص عينات شهر آذار التي خضعت للتحاليل في مختبرات تل عمارة أي في منطقة البقاع، عن وجود أرقام تلوث كبيرة انما منخفضة عن ارقام بيروت، وتبين أن 50% من عينات مياه الآبار الارتوازية ملوثة جرثومية و70 % تحتوي على ملوثات كيميائية، وهذه النسب من التلوث الكيميائي والجرثومي تتعلق حصراً بعدد العينات الواردة الى مختبرات مصلحة الابحاث العلمية الزراعية وليس من أصل عدد الابار الارتوازية الموجودة في البقاع.

وأظهرت تحاليل العينات التي أخذت على طول مجرى نهر الليطاني والغزيل على وجود تلوث جرثومي وكيميائي بعد احتوائها على الزئبق، مما يبرر، حسب مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام، احتواء بعض إنتاجات الحقول الزراعية التي تروى من هذه المياه على نسب من التلوث الكيميائي والجرثومي ومنها البقدونس والنعنع، وعثر بداخلهما على معادن ثقيلة منها رصاص يزيد عن 12 ضعفاً على المسموح به! كما احتوت هذه العينات من الخضار على نسب من كروميوم يزيد 42 ضعفاً على ما هو مسموح به!

كما اظهرت تحاليل عينات مياه نهر البردوني على احتوائها نسباً رهيبة من جراثيم ايشيريشيا كولي تراوحت ما بين 500 ألف الى 900 ألف في المليمتر المربع علماً أن المواصفة هي صفر/ ملم.

الأمطار لم تنفع

كان من المفترض ان تنخفض هذه النسب بسبب اشهر الامطار التي تشهد عادة ارتفاع في حجم الهطولات المطرية داخل المجاري المائية والآبار الارتوازية، الا انه تمت ملاحظة، وفق نتائج تحاليل مختبرات مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية على طول لبنان، ارتفاع في حجم الملوثات الجرثومية المتأتية من مياه الصرف الصحي في ظل زيادة سكانية توثقها أعداد اللاجئين السوريين مقابل انعدام المعالجة البيئية لهذه المياه مع عدم توفر محطات تكرير للمياه المبتذلة والصرف الصحي التي لا تزال تتخذ من المجاري المائية مصبات لها على مدار الساعة.

في المقابل يتحدث مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة الدكتور ميشال افرام عن مؤشرات خطيرة في أرقام التلوث وحجمه إذ إن الارتفاع في نسب التلوث لا يقتصر على عدد وحجم العينات الملوثة إنما يشمل أيضاً ارتفاعاً في حجم وأعداد العناصر الملوثة والفيروسات داخل كل عينة مياه.

لا يستبشر افرام خيراً أقله في الأشهر المقبلة، انما الآتي سيكون أكثر صعوبة ومأساوية مع أشهر الصيف وشح الامطار التي لم تصل هذا العام حتى هذه الفترة الى حدود 65 % من المعدل السنوي وهو أمر يرفع من حجم التلوث ونسبه.