رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.عاصم عراجي، أن السبيل الوحيد للخروج من الفوضى الراهنة هو انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن حزب الله كفريق مقرر في السياسة اللبنانية، غير منزعج من حالة التسيب العام التي تعصف بالبلاد، ويتعمد إبقاء الوضع على حاله الى حين تلقيه التعليمات من قياداته الايرانية بفك أسر رئاسة الجمهورية وعودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، علما أن كل المعطيات الاقليمية تشير وللأسف الى أن إيران غير جاهزة بعد لتحرير لبنان من قبضتها.
ولفت عراجي في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى أن الرئيس الحريري يسعى على الرغم من الفيتو الايراني المتمثل في امتناع حزب الله والعماد عون عن تأمين النصاب، الى تفعيل الاهتمام الدولي بالاستحقاق الرئاسي، بحيث زار موسكو أخيرا واجتمع مع القيصر الروسي للغرض نفسه، وذلك ليقين الحريري وكل القوى السيادية ان حل أزمة الرئاسة أصبح بفعل التزام حزب الله بالاجندة الايرانية خارج الإرادة اللبنانية ورهن الاستراتيجية الإيرانية في سورية والعراق واليمن، متمنيا عودة حزب الله الى الكنف اللبناني وان كانت أمنية غير قابلة للتحقيق.
وعليه، أكد عراجي أنه لا رئيس للبنان في المدى المنظور، خصوصا أن إيران تمسك بمسار الدولة اللبنانية من خلال وكيلها حزب الله الذي يُخضع الأجهزة والمؤسسات لسيطرته أو أقله لضغوطات، وهي بالتالي (أي إيران) ليست بوارد تسهيل الانتخابات الرئاسية وتقاسم النفوذ مع الآخرين، مخالفا بهذا الرأي وجهة نظر رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع بأن “تبني الرئيس الحريري لترشيح العماد عون سيجبر حزب الله على تأمين النصاب”، وذلك لاعتبار عراجي أن حزب الله لا يريد لا العماد عون ولا فرنجية رئيسا، مؤكدا أن جعجع يدرك تماما أن مرشح حزب الله هو الفراغ سواء رشح الحريري العماد عون أم بقي على ترشيح فرنجية.
وتعليقا على بيان تكتل التغيير والإصلاح الذي اعتبر أن “تيار المستقبل تبدو علامات الإنهاك عليه وعلى قياداته في الموضوع الرئاسي، وذلك من خلال المناورات التي قام بها وفشل في إعدادها”، أعرب عراجي عن أسفه لمحاولة التكتل العوني إسقاط وضعيته السياسية والرئاسية على الآخرين، مشيرا الى أن المنهك هو من لم يستطع إيصال نفسه الى سدة الرئاسة أو حتى تسويق نفسه مرشحا توافقيا، على الرغم من خوضه لعشرات السنين المعارك السياسية وقبلها المعارك العسكرية للغاية نفسها، وليس من يسعى لإنقاذ موقع الرئاسة ومعه موقع لبنان في المحافل الدولية، متمنيا بالتالي على العماد عون الخروج من سياسة اللعب على حافة الهاوية وإفساح المجال أمام اللعبة الديموقراطية كي تقول كلمتها في مجلس النواب.
وختم عراجي مؤكدا أنه واهم من يعتقد أن بإمكانه فرض نفسه رئيسا من خلال تعطيل الدولة أو نسف النصاب القانوني لجلسات انتخاب الرئيس، متمنيا عدم وصول البلاد الى انفجار أمني مفتعل، لأخذ اللبنانيين مرغمين الى تسوية سياسية تبدأ بإعادة النظر في اتفاق الطائف ولا تنتهي بتغيير النظام.