الطريق معبّدة للرياضي ومحفوفة بالصعوبات… للحكمة
تقرير خالد مجاعص
كما يقال في العاميّة “خلص المزح وبلّش الجدّ”. هذه هي حال كرة السلّة اللبنانيّة اليوم. فمرحلة المجموعات والتي لم يكن لها أيّ أهميّة على أرض الواقع، انتهت من دون تغييرات جذريّة في ترتيب الفرق سوى مع تصدّر التضامن مجموعته أمام “الهومنتمن”.
فمرحلة الحسم أو البلاي أوفس تنطلق الجمعة في 15 نيسان الجاري، حيث يلتقي في الدور الربع النهائيّ، “التضامن” مع “الحكمة”، الرياضي مع اللويزة، “بيبلوس” مع المتّحد، و”الهومنتمن” مع “هوبس”.
وموقع IMLebanon يستعرض على مرحلتين (الاربعاء 13 والخميس 14 نيسان) مواجهات الربع النهائيّ:
“الرياضي” صاحب المركز الأوّل في الترتيب، سيواجه فريق اللويزة (الفريق الذي حقّق إنجازه بمجرّد تأهّله إلى دور المجموعات)، القادم الجديد إلى دوري الأضواء، حيث قد تكون نتيجة المواجهة قاسية على اللويزة 3-0. فمنطقيّاً، ستكون تلك السلسلة مجرّد بروفا للمدرّب سوبوديتش ليختار تغييراته من ناحية لاعبيه الأجانب، حيث يحكى عن قرب انضمام عملاق الارتكاز هولمان إلى القلعة الصفراء.
أمّا أمّ المعارك فستجمع فريق التضامن الذوق الذي خطف المركز الأوّل في المجموعة الثانية مع فريق الحكمة صاحب المركز الرابع والأخير في مجموعته.
فتلك المعركة الطاحنة، كانت لتكون لمصلحة فريق الحكمة في السنوات السابقة لما يمثّل من اسم كبير في عالم كرة السلّة اللبنانيّة. إنّما ظروف الفريق الأخضر هذا الموسم هي ظروف دراماتيكيّة بحت، حيث اجتاز الحكمة ظروفاً إداريّة صعبة وما زال يعاني من صعوبات ماليّة ألقت بظلالها على نتائج الفريق.
فالحكمة تقنيّاً بعيد جدّاً عن مستواه الحقيقيّ، إذ لم يقدّم سوى مباراة واحدة مقنعة لجماهيره كانت الأسبوع الماضي أمام الرياضي من أصل 21 مباراة خاضها هذا الموسم، بحيث فاز بسبعة مباريات وخسر 14 مباراة، وهي أسوأ نسبة له في تاريخه.
في المقابل، فقد برهن فريق التضامن الذوق، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة (مع عودة ديسموند بينيغر من الإصابة)، بأنّه أكثر الفرق تكاملاً وجهوزيّة، ولذلك لم تكن صدفة احتلاله المركز الأوّل في صدارة ترتيب المجموعة الثانية، حتّى أمام “الهومنتمن” و”بيبلوس”.
كلّ ذلك يبرهن أنّ التضامن سيخوض سلسلة مبارياته أمام الحكمة، وهو في موقع “الفافوري”، حيث قد يسيطر في شكل كامل على خصمه الفريق الأخضر، خصوصاً في حال لم يشهد الحكمة تغييرات، على الأقلّ في أسلوب اللعب.
فالتضامن برهن أنّه في إمكانه تنويع أسلحته الهجوميّة في شكل جماعيّ متناسق، والأهمّ أنّه في إمكانه اعتماد خطط دفاعيّة تبطل قوّة هدّافي الفرق الأخرى. وكيف الحال إذا كان خصمه يعتمد هجوميّاًن وبنسبة 80% على لاعب واحد، السوبر تيريل ستوغلين هدّاف البطولة بمعدّل 28 نقطة في المباراة الواحدة.
فالحكمة إذا أراد أن ينافس التضامن الذوق، عليه إيجاد أسلوب جماعيّ أوّلاً، والأهمّ إظهار قدرات دفاعيّة بدت غير موجودة كليّاً أمام الهوبس. كذلك على الثنائيّ تود أوبراين وريان ريتشاردز أن يظهرا في مستوى يسمح لهما بمنافسة فلادان وديسموند تحت السلّة، وعدم الاعتماد على خارج القوس.
كذلك أيضاً، على الفريق الأخضر إيجاد حلول لمستوى لاعبيه المحليّين، منها أن يعود إيلي رستم إلى موقعه الطبيعيّ كقائد للفريق، وأن يستعيد رودريك عقل ثقته بنفسه في مركز الموزّع، وأن يكون لاعبو الـ”بنش” (البدلاء) في صفوف الفريق الأخضر، قادرين على تعبئة مكان اللاعبين الأساسيّين، خصوصاً في مرحلة لن تقتصر على مباراة واحدة، حيث أنّ عامل الإرهاق سيكون حاضراً بقوّة.
ويبقى السؤال الأهمّ: من هو اللاعب في فريق الحكمة الذي سيكون في إمكانه أن يقارع معنويّاً وتقنيّاً العقل المدبّر في التضامن الصربيّ برانكو سيتكوفيتش؟
في الختام، هل سيتمكّن فريق الحكمة في ظرف 48 ساعة من إيجاد حلول لكلّ تلك الهواجس؟ من هنا، يبدو منطقيّاً أنّ التضامن سيخرج فائزاً، إلّا في حال حصول مفاجآت في بطولة عنوانها “بطولة المفاجآت في كرة السلّة اللبنانيّة”، وعندها قد يخرج الفريق الأخضر فائزاً، والجواب ينطلق على أرض الواقع في مواجهتهما الأولى نهاية الأسبوع الحاليّ.