شانون بوند وروبرت كوكسون
افتتحت جبهة جديدة في حرب حظر الإعلانات، حيث تشمل أكثر من 12 شركة من أكبر ناشري الصحف في الولايات المتحدة ضد شركة تكنولوجيا جديدة، يجادل منتقدوها بأنها تحاول التربح بصورة غير مشروعة من محتواها.
“بريف” Brave، مستعرض إنترنت أطلق من قبل بريندان إيتش، المشارك في تأسيس “موزيلا فاير فوكس”، يعد مستخدمي الإنترنت بتجربة أفضل من خلال القضاء على الإعلانات التدخلية، في الوقت الذي يعمل فيه أيضا على تمرير الإيرادات إلى دور النشر من هبات القراء والإعلانات الجديدة التي يضيفها “بريف” على المواقع الخاصة بهذه الدور.
وينظر الناشرون إلى أنموذج الأعمال التجارية المذكور في ضوء مختلف. في الأسبوع الماضي، الشركات التي تقف وراء 1200 صحيفة، بما فيها “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”يو إس إيه توداي” و”وول ستريت جورنال”، تحدت “بريف” من خلال رسالة توقف وامتناع وصفت فيها الأنموذج بأنه “مخالف للقانون بشكل صارخ”.
كتب الناشرون: “إن خطتكم لاستخدام المحتوى الخاص بنا لبيع إعلاناتكم أمر لا يمكن تمييزه عن خطة سرقة المحتوى الخاص بنا لنشره عبر موقعكم”.
ردت “بريف”، واصفة الإدعاءات بأنها “تأكيدات كاذبة”، مضيفة أن برمجيتها “هي الحل وليست المشكلة بالنسبة للمستخدمين والناشرين”.
وقالت: “تأكدوا تماما أن هذه الرسالة هي أول إطلاق نار في حرب تشن على جميع من يحظر الإعلانات”.
الصراع بين الناشرين المعتمدين على إيرادات الإعلانات وشركات التكنولوجيا التي تمكن القراء من اقتطاع الإعلانات الرقمية آخذ في التصاعد.
يبدي الناشرون قلقهم من أن “بريف” وغيرها من الجهات التي تحظر الإعلانات تهدد إيراداتها عندما يتطلع كثير من قرائها إلى الحصول على الأخبار عبر منصات مثل فيسبوك.
يقول بريان كين، المؤسس المشارك وكبير الإداريين التشغيليين في “سورس بوينت”، الشركة التي تساعد الناشرين في مواجهة حاظري الإعلانات عن طريق حظرهم أو تقديم خيارات بديلة للقراء للوصول إلى المحتوى: “إنها مجموعة مستمرة من التحديات بالنسبة للناشرين من أجل الحفاظ على سيطرتهم على أعمالهم التجارية”.
وتنضم بريف لسوق مزدحمة تختص بحظر الإعلانات، في الوقت الذي تتشكل فيه الشركات للاستفادة من تزايد المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان والبرامج الضارة، كما أن المستخدمين قلقون بشكل متزايد بشأن كيف أن الإعلانات ذات البيانات الكثيرة تبطئ أوقات تنزيل الصفحات، في الوقت الذي تعمل فيه أيضا على التهام خطط البيانات الخاصة بها. ويستخدم أكثر من 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم برامج حظر الإعلانات، وهو ضعف الرقم الذي كان قبل عامين، وفقا لتقديرات بيج فير، خدمة مناهضة للحظر، وأدوبي، مجموعة البرمجيات. تقريبا جميع متصفحات الشبكة المستخدمة على أوسع نطاق، بما فيها متصفح “جوجل كروم”، و”سفاري” و”فايرفوكس”، من شركة أبل، تسمح للمستخدمين بحظر الإعلانات. واتخذت شركة بريف خطوة أخرى تقدمت فيها على الآخرين، تهدف إلى منح القراء عديدا من الخيارات: حظر الإعلانات بكل بساطة، والتبرع إلى الناشرين، أو الدفع بالبتكوين لعرض الإعلانات البديلة التي ترعاها “بريف”. كما تقول إنها بصدد اقتسام إيرادات الإعلانات مع الناشرين. لكن الناشرين الذين وقعوا على رسالة الأسبوع الماضي يقولون إن هذا ينتهك حقوق التأليف والنشر الخاصة بهم وهددوا بالمطالبة بتعويضات عن الأضرار بقيمة تصل إلى 150 ألف دولار مقابل كل عمل تستخدمه “بريف” لخدمة إعلاناتها. وتقول بريف إن متصفحات الويب لا تعيد نشر المحتوى.
وبحسب الشركة: “المتصفحات لا تقوم فقط بعرض البيكسل المسجل من مواقع الناشرين. بالأحرى المتصفحات هي الوكيل للمستخدم النهائي الذي يتوسط ويجمع جميع أجزاء المحتوى، بما في ذلك إعلانات الطرف الثالث ومواضيع الأخبار من الناشرين من الطرف الأول. وتعتبر المتصفحات حرة في تجاهل وإعادة ترتيب ومزج واستخدام أي محتوى من أي مصدر كان”.
وكانت “إيو”، الشركة التي تقف خلف “أدبلوك بلاس”، برمجية التعطيل الأكثر استخداما على نطاق واسع، لسنوات تأخذ مدفوعات من الشركات بما فيها جوجل ومايكروسوفت للسماح بفلترة بعض إعلاناتها. ويشبه نقاد الشركة ما يدعى برنامج “الإعلانات المقبولة” بالابتزاز.
وفي شباط (فبراير) الماضي وصف راندال روثينبيرج، رئيس مكتب الإعلانات التفاعلية، شركات حظر الإعلانات بأنها “مجموعة من السحرة الطامعين الكاذبين غير الأخلاقيين”. ورصدت شركات تشغيل شبكات الجوال فرصة أيضا. حيث بدأت شركة ديجيسيل، الشبكة المتركزة في منطقة البحر الكاريبي والمملوكة من قبل دينس أوبريان، أغنى رجل في إيرلندا، بحظر الإعلانات عبر شبكتها في جامايكا في أيلول (سبتمبر). وتعمل الشركة مع “شاين”، شركة ناشئة إسرائيلية، تمنع برمجيتها الشركات، بما فيها جوجل من تقديم إعلانات لمتصفحي وتطبيقات الجوال.