ذكرت صحيفة “السفير” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لمس من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اندفاعة مصرية نحو تحصين البيت العربي، وأما في أماكن الأزمات فلا بد من إطفاء الحرائق. واللافت هنا موقف مصر من الأزمة السورية الذي تحرص مصر على أن يكون خارج اصطفاف الدول التي تذكي النار فيها، وخلاصته كما قال السيسي “نحن في سوريا لا نقف مع شخص ضد شخص ولا مع طرف ضد طرف.. نحن مع ما يقرره الشعب السوري لا أكثر ولا أقل”.
أما في ما خض الوضع في لبنان، فيبدو بحسب “السفير” أنه يحتل مكاناً متقدماً في مربع الاهتمامات المصرية، حيث قال السيسي لبري: “نحن معكم. لبنان يهمنا. انتخبوا رئيسكم في أسرع وقت ممكن ومهما كلّف الأمر”.
وقد توج الرئيس بري زيارة القاهرة بلقاء الرئيس المصري ، أمس، لأكثر من ساعة. وتم التطرق الى التعاون بين لبنان ومصر على المديين المتوسط والطويل، فشدد بري على الحاجة الى الربط الكهربائي بين البلدين. وأشار بري إلى أنه «على الرغم من أننا نفتقد رئيساً للجمهورية من أكثر من سنتين، فإن الحوار الوطني ساهم مساهمة أساسية في إراحة الوضع الأمني، لكن ذلك لا يعني النوم على حرير، لا سيما أن هناك خطرين يهددان لبنان هما العدو الإسرائيلي من الجنوب والإرهاب من الشرق والشمال».
ولفت بري إلى حجب هبة 4 مليارات دولار من السعودية للجيش اللبناني وقال: «مثل هذا القرار لا يستهدف فريقاً من اللبنانيين بقدر ما يضر لبنان واللبنانيين والجيش اللبناني».
وتمنى بري على السيسي «المساعدة مع السعودية لإعادة النظر في القرار»، مشيراً إلى أنه “في فترة أزمات بين لبنان والسعودية بقيت الرياض تقدم لنا المساعدات، ولم تتوقف عن ذلك، فكيف بالأحرى عن مساعدة الجيش اللبناني الذي يخوض دوراً مهماً في مواجهة خطر الإرهاب والإرهابيين؟ فإذا كان القرار هو ضد إيران أو طرف سياسي، فإن هذا الأمر غير واقعي لأنه أضر بلبنان كله. أما الحل فيكون بالتقارب بين السعودية وإيران وليس بحجب المساعدة عن الجيش اللبناني”.
وأكد السيسي أن مصر “لا تريد من لبنان شيئاً غير ما يريده اللبنانيون من أنفسهم، وهي لا تفرّق بين لبناني وآخر”، مشدداً على استمرار الحوار الوطني لأنه يشكل حماية داخلية كبرى للبنان. أضاف: “عندما يغيب العقل يتأثر القلب، والعكس بالعكس، وعندما يغيب رئيس الجمهورية تعاني باقي المؤسسات”.
وتابع السيسي: “لا تتصوروا كم يشكل غياب رئيس الجمهورية انعكاسات سلبية على بلدكم، ولذلك فإنه يجب انتخاب الرئيس مهما كلف الأمر، وأن هذه المسألة أكثر من ضرورية، ولا تتصوروا كم يهمنا لبنان”.
وأيده بري بذلك متمنياً عليه المساعدة من خلال العمل على التقارب الإيراني ـ السعودي.
ورد السيسي: “علاقتنا بإيران متزنة ولا يوجد قطيعة بيننا، ولذلك فإننا قادرون على التحدث معها، وطبعاً مع السعودية”.
وكان الرئيس بري قد زار مساء أمس الأول الاثنين 11 نيسان بابا الكنيسة القبطية تواضروس الثاني، وكانت جولة أفق حول التعايش الإسلامي ـ المسيحي وخطر الإرهاب الذي يهدد الجميع.