IMLebanon

تحذير مُتجدِّد من حرب العملات

world-currencies
طوني رزق
ما زالت أوروبا تعاني من حرب العملات، هذه الحرب التي تنعكس توتراٍت وتقلّباتٍ في أسواق الصرف. وإذ اعتبر البنك المركزي الأوروبي أنّ منطقة اليورو وبنك اليابان يحتاجان الى عملات ضعيفة (اليورو والين) الامر الذي دفعها الى الفائدة السلبية إلّا أنّ الولايات المتحدة الأميركية ليست بحاجة لخفض الدولار.
ارتفعت حدة التوتر في أسواق الصرف العالمية أخيراً تحت وطأة سعي دول كثيرة للتخفيض من سعر صرف عملتها بهدف زيادة القدرة التنافسية في التجارة العالمية وبالتالي تعزيز النموّ الاقتصادي.

وجاء التحذير هذه المرة من مسؤول كبير في البنك المركزي الأوروبي الذي شدّد على أنّ أسعار الصرف ليست هي الهدف متمنّياً على الدول الاقوى اقتصادياً عدم محاولة إضعاف أسعار صرف عملاتها على حساب الدول الاخرى.

وطالب بالابتعاد من كلّ منافسة لتخفيض اسعار العملات وأنّ على الدول التي أصبحت على ضفة الأمان بنسبة النمو ونسبة التضخم أن لا تسعى بعد الآن الى تخفيض عملاتها.

ويبدو أنّ المسؤول الكبير قد غمز في تحذيره من جهة الولايات المتحدة الاميركية التي يبدو أنها سعت بطريقة أو بأخرى لإضعاف سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى وخصوصاً اليورو.

وتضامن هذا المسؤول مع بنك اليابان المركزي على خلفية أنّ الاقتصاد الياباني يعاني كما اقتصاد منطقة اليورو من تعافٍ اقتصادي دقيق ومشوب بالحذر والشكوك.

ويبدو أنّ السويسريين شعروا أنهم معنيون بتحذيرات المسؤول الأوروبي بعض الشيء، لكنّ هذا الأخير شدّد على أنّ سعر صرف العملة يجب أن يعكس الأساسيات والوقائع الاقتصادية في كلّ دولة على حدة. وهذا هو المتفق عليه على الصعيد الدولي وتحديداً في اجتماعات مجموعة العشرين.

وكان البنك المركزي الاوروبي تفاجأ أخيراً من ارتفاع اليورو فوق مستوى 1,14 دولار أميركي وفي هذا الإطار لم يستبعد اتجاه البنك المركزي الاوروبي الى اعتماد المزيد من قرارات خفض أسعار الفائدة السلبية.

ومن جهة اخرى يبدو أنّ بعض الدول يكفي أن تتعامل مع أسواق الصرف من خلال التصريحات والتلميحات كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً في ما يتعلق بما يصدر عن الاحتياطي الفدرالي الأميركي في ما يخصّ توقعات رفع أسعار الفائدة الأميركية والتي تتابعها الأسواق عن كثب وتبدي استعداداً للتفاعل مع أدق المفردات المستخدمة.