دعا سفراء دول الخليج في لبنان الى “انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن لوقف التدهور الحاصل وانتظام عمل المؤسّسات الدستورية، لأنّ لبنان كما هو قبلة العرب السياحية والثقافية، فمن المهم المحافظة على هذه المعادلة التي حرصنا عليها”.
كلام السفراء جاء إثر لقاء جمعهم بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، حيث أكدوا لغبطته أنّ دولهم لا تزال تقدّم للبنانيين التسهيلات اللازمة والإقامات لبقائهم فيها.
وشدّد السفراء على ضرورة عدم الجنوح بلبنان عن هويته العربية وإغلاق الطريق على أي شيء يمكن أن يجرّه الى ذلك.
وأوضحوا أنّ جميع الحالات التي رُحّلت عن دول الخليج كانت دستورية وقانونية لكلّ بلد على حدى، ولم يُرحّل أي لبناني بطريقة اعتباطية، مؤكّدين أنّ المشكلة مع “حزب الله” والكل يعلمها ولا تزال مستمرّة ولا أزمة ديبلوماسية مع لبنان.
وكان الراعي رحّب بوفد السفراء الذي ضم سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، سفير الكويت عبد العال القناعي، سفير الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي وسفير قطر علي بن حمد المري. وتغيّب عن اللقاء سفير سلطنة عمان لاسباب طارئة.
وألقى غبطته كلمة قال فيها: ”لقد اعتدنا على عقد لقاءات من أمثاله مع سفراء مختلف الدول من أجل مزيد من التعارف والتشاور بشأن لبنان، وأنتم تمثِلون دولكم الشقيقة فيه، وبشأن بلدان المنطقة التي تعيش ويلات الحرب والقتل والتدمير والتهجير والتعذيب، وأصبحت كأنها مسرح للمنظمات الإرهابية”.
وأضاف: “نحن حريصون على حماية الكنز المشترك الذي نحمله معًا، بمسؤولية تاريخية، مسلمين ومسيحيين، وهو العيش معا على أرض فيها قدسياتنا المسيحية والإسلامية، منذ الف وأربعماية سنة وفي ظل عيشنا المشترك، رغم ما مرت به من ظروف صعبة، قائما على التعاون والاحترام المتبادل، ذلك أن مصيرا واحدا يجمعنا، وثقافة حضارية بنيناها معا. فلا يمكن الاستمرار والسماح بتدمير كل شيء. ولا بد من الرجوع إلى الذات المشتركة، وإيقاف الحروب والنزاعات، وإيجاد الحلول السياسية، وإرساء أساس سلام عادل وشامل ودائم في منطقتنا العربية، وتوحيد الصوت”.
وتابع: “يعنينا اليوم بنوع خاص تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض من أوطانكم. وأود في المناسبة التعبير عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم، وقد وجد فيها مجالا لتحقيق ذاته وإيجاد فرص عمل. ويعتز بأنه أسهم في نموها الاقتصادي والتجاري والإعماري. ولذا يعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البناءة لخير الجميع”.