دشن وزير الإتصالات بطرس حرب، يرافقه المدير العام للصيانة والإستثمار في الوزارة رئيس هيئة “أوجيرو” الدكتور عبد المنعم يوسف، مدير الشبكات المهندس جورج اسطفان، وكبار المديرين والمهندسين في “أوجيرو”، محطتي “فايبر أوبتيك” FTTC إحداها في الرابية، دار بلدية الرابية، وأخرى مماثلة أمام مستشفى سرحال، في إطار خطة “رؤية لبنان للاتصالات – 2020″، في حضور المجلسين البلدي والإختياري في الرابية وعدد من الفاعليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
شماس
ألقى رئيس بلدية الرابية المهندس عصام شماس كلمة رحب فيها بالوزير حرب، وقال: “يسعدني أن نلتقي لتدشين مشروع الفايبر أوبتيك، وأن تكون الرابية من أولى البلدات التي تستخدم هذه التقنية الحديثة، مما يساهم في تعزيز موقعها كبلدة نموذجية وقدوة لغيرها من البلدات”.
أضاف: “كل الشكر للوزير حرب، وليس غريبا عليه، فهو السباق أبدا والداعم لكل عمل إنمائي مهم، وصاحب المبادرات الطيبة، التي تشكل بارقة أمل ومصدر فرح، خصوصا في هذه الظروف الصعبة”.
كما شكر “عبد المنعم يوسف والموظفين والمهندسين في وزارة الإتصالات وكل من ساهم في إنجاز المشروع”.
حرب
ومن جهته، قال وزير الاتصالات: “هذا التدشين هو انجاز تحقق نتيجة الشكوى المقدمة إلي من بعض الأصدقاء الذين تربطني بهم علاقات شخصية ممتازة، حول تساؤل عما إذا كان من المعقول أن تفتقر الرابية، وهي القريبة من بيروت وإنطلياس، إلى الإنترنت، فهذه القصة تترجم واقع الإنترنت في لبنان. إن سنترال إنطلياس يبعد حوالى 4 كلم عن هنا، مما يعني وصول الإنترنت ضعيفا، تماما كما تصل الكهرباء ضعيفة، إذا ما كنت بعيدا من محطة توليد الكهرباء”.
أضاف: “ما قمنا به اليوم هو خطوة من الخطوات الأولى في مراحل تنفيذ خطة ال2020، وهي خطة نشر الألياف الضوئية في لبنان كله. واستدعى هذا الموضوع تعاونا بين البلدية ووزارة الإتصالات بناء على توجيهاتي”.
وشكر لبلدية الرابية “تعاونها الممتاز بمساعدتها للوزارة في بناء الcabinet، مما أتاح لنا إيصال الإنترنت الى هنا”، متمنيا “تعميم التجربة مع بلدية الرابية على سائر البلديات اللبنانية”.
وتحدث حرب عما تم إنجازه فقال: “لقد بنينا cabinet، وهي تشبه محول الكهرباء الذي يوضع بين محطات التوليد وأماكن التوزيع، لا سيما البعيدة منها. ومددنا أليافا ضوئية على حوالى ثمانية آلاف متر، أربعة آلاف منها إلى الرابية، وأربعة آلاف إلى مقربة من مستشفى سرحال حيث بنينا الcabinet، وعندما سنقوم بتجربة سرعة الإنترنت، ستنتقل من 0.1 السرعة الحالية الى ما فوق 25، وطموحنا، وهو ما يعتبر سرعة مقبولة، أن يكون للشخص 2 ميغابيت، وقد نصل إلى ال85”.
وجدد أمله في “أن تعمم هذه التجربة على كل الربوع اللبنانية”، وقال: “وعدت اللبنانيين أن بحلول عام 2020 سيستفيد آخر منزل في آخر ضيعة في آخر جبل أو وادي، بالإنترنت عبر الألياف الضوئية”، وقال: “في الواقع تشكل الرابية مركزا إقتصاديا حيث يتمركز فيها أصحاب المصانع والمؤسسات والمشاريع التجارية، وهم يحتاجون إلى أن يكونوا على تواصل لتنمية أعمالهم. وسكان الرابية لبنانيون ويتمتعون بكامل حقوقهم المدنية، إسوة بسائر اللبنانيين، وكل اللبنانيين سينعمون بهذا الحق، الإنترنت بواسطة الألياف الضوئية”.
وتوقف عند “تلبية بلدية الرابية ما طلبته وزارة الإتصالات، في حين تلكأت بلديات أخرى في التعاون”، داعيا بلديات لبنان الى أن “تحذو حذو بلدية الرابية مشكورة”، مشددا على “الإسراع قدر الإمكان في إيصال هذه الخدمة بأفضل شروط”.
حوار
وردا على سؤال عن البلبلة والتحقيقات في موضوع الإنترنت غير الشرعي، شدد “على حق اللبنانيين في معرفة ما يجري في سائر الملفات، لا سيما الإنترنت غير الشرعي”، مشيرا إلى “ضرورة المحافظة على تفاصيل التحقيق”، تاركا الأمر ل”القضاء قبل نشره في الإعلام”.
وقال: “بالنسبة إلى كابل الفايبر أوبتيك الممدود في البحر، والذي حاولوا أن يحولوه الى مهزلة، كشفت عليه الأجهزة الفنية بالتعاون مع الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، وثبت وجوده، وهو قابل للاستعمال للتلفزيون، كما للانترنت الدولي، لنكون واضحين وكي لا نبسط الأمور ونضحك على الناس”.
وأكد “جدية الموضوع وملاحقته من قبل القضاء”، تاركا أمر بته للقضاء، وقال: “سيصدر اليوم بيان عن المكتب الإعلامي في وزارة الإتصالات يشرح هذا الأمر، ويؤكد جدية الكلام الذي قلناه”.
أضاف: “نحن كوزارة وحكومة، لا سيما في الإجتماعات التي يعقدها رئيس الحكومة تمام سلام، والتي تضم وزراء الدفاع والداخلية والإتصالات والقوى الأمنية والقضاء نؤكد عدم تغطية المتورطين، وسنكشف عن أسمائهم قريبا، ونترك الأمر للقضاء”.
وتابع: “أتمنى على الناس المشوشين اليوم أن تكون لديهم ثقة بالحد الأدنى بأن هناك وزارة جدية تتعاطى مع مشاكلهم بجدية محاولة حلها. ووجودنا اليوم هنا، وهذه العواصف من حولنا، دليل على متابعتنا موضوع تحقيق الإنجازات للشعب اللبناني، مطورين لبنان على صعيد الإتصالات، حتى نجعله في مقدمة دول المنطقة”.
أضاف: “في غضون الأسبوع المقبل، سأفتتح في بيروت مناطق عدة أصبح الفايبر أوبتيك جاهزا فيها، وسأدشن مراكز عدة تغطي نحو نصف مساحة بيروت. وبعدها، سأنتقل إلى تدشين مماثل في الجنوب وأماكن أخرى من لبنان”.
وعن وصول الDSL الى المناطق اللبنانية كافة، قال حرب: “العمل الواسع في هذا المضمار، وهو يشمل تغطية بعلبك ومناطق واسعة في البقاع والجنوب والشمال وعكار. وسأدشن في غضون الأيام والأسابيع المقبلة 17 مركزا جديدا في الجنوب، نحن لا نمزح، بل نعمل، ومن يريد تضييع الوقت فليتسل مع غير هذه الوزارة، وليتركنا نعمل”.
مستشفى سرحال
ثم دشن وزير الاتصالات والوفد المرافق المركز. وبعد ذلك، انتقل الى مستشفى سرحال، حيث كان في استقباله صاحبه الدكتور سمير سرحال ومديره جورج الغول وحشد من الطاقم الطبي والجهاز التمريضي.
وألقى حرب كلمة قال فيها: “ندشن الآن الcabinet الثانية للفايبر أوبتيك في الرابية، وهذه التمديدات التي نفذت تسمح لأي مؤسسة في المنطقة بالافادة منها، أي أن كل مؤسسة بمفهوم الFTTC يمكنها تقديم طلب للاستحصال على خدمة الانترنت السريع. كما تؤمن هذه الcabinet للمواطنين خدمة انترنت شبيهة بالتي شاهدناها في المحطة الاولى، ويمكنه تقديم طلب لتقوية هذه الخدمة أو خفضها، وهذا لم يكن متوافرا في السابق. أما اليوم فأصبح بإمكاننا تأمين خدمة سريعة وممتازة لكل أهالي المنطقة، وهذا يشكل نموذجا عن الأعمال التي نقوم بها في كل لبنان، وليس فقط في هذه المنطقة”.
أضاف: “اشتغلنا بالأمس في بعض المناطق في البترون، وغدا في بيروت وسندشنها قريبا، وفي مناطق عرمون وغيرها، فهذا نموذج لما نقوم به من أجل توفير الراحة للناس، وخصوصا الشباب والصبايا ليتمكنوا من العيش بهناء، إذ من دون انترنت وتواصل لا يمكن لشبابنا البقاء في لبنان. هناك كثير من الشباب والشركات تركوا لبنان لأن خدمة الانترنت فيه ضعيفة. ونتمنى أن تساهم هذه الخطوة في حل المشكلة، وتعزز اقتصاد المعرفة وكل انواع الاقتصاد، وهي خطوة مهمة في طريق طويل وبعيد ضمن انجازات وزارة الاتصالات”.