كتب نبيه عوضة في صحيفة “السفير”:
المؤتمر الحادي عشر لـ “الحزب الشيوعي” ينعقد في 22 و24 و25 من الجاري. هذا ما هو معلن بعد ان وجدت القيادة ضالتها في مكان “مطابق للمواصفات الأمنية”، بحيث لا يمكن للمشاركين فيه استخدام الهواتف الخلوية. وهو أمر عزاه مصدر مسؤول في قيادة الحزب الى حساسية النقاشات التي ستشهدها جلسات المؤتمر، فيما اعتبر مصدر في المعارضة ان القيادة تهدف إلى إجراء مؤتمر “سري وتصفوي”.
وبغض النظر عن هذا الجدال، فقد علمت “السفير”، من مصدر موثوق، ان قيادة “الشيوعي” اعتذرت من بعض الاحزاب، بسبب عدم دعوتها لحضور المؤتمر، بما فيها أحزاب شيوعية عربية لطالما جلست على منصة الجلسة الافتتاحية.
قرابة 280 مندوباً اصبحوا جاهزين لدخول “القاعة السرية”، بعدما أنهت الثلاثاء الماضي آخر المنظمات القاعدية انتخاب مندوبيها، ليختصر هذا العدد قرابة 1960 شيوعياً لبوا الدعوة للمشاركة في التحضيرات من أصل 4000 كانوا على لوائح الشطب.
على عاتق المندوبين وقعت مهمة أخرى كانت مناطة سابقاً بالمنظمات، وهي مناقشة تقييمين: الأول مقدم من المكتب السياسي، والآخر أعدّه القيادي النقابي المعارض حنا غريب. وبالتالي فإن ما سيحصل في جلسات المؤتمر عبارة عن جلسات تنظيمية، وقد بدأ النقاش فيها قبل الشروع رسميا بها. فهناك اكثر من صيغة مطروحة في النقاش التنظيمي جوهرها واحد، حسبما يؤكد اكثر من متابع، وهو تعديل المادة الرابعة من النظام الداخلي التي تحدد مهل تبوؤ مراكز قيادية في الحزب، حسب هذه المادة فإن عضوية اللجنة المركزية مسموحة لثلاث دورات، اما المكتب السياسي فلدورتين، والأمر نفسه بالنسبة للامين العام.
معنى ذلك أن الأمين العام للحزب خالد حدادة، لن يتمكن من التجديد لنفسه لو طبق هذا التعديل. وأبعد من ذلك، فإنه لن يتمكن من الترشح لاي منصب قيادي، سواء في اللجنة المركزية ام في المكتب السياسي، وهو أمر ينسحب أيضاً على عدد من القياديين المعروفين، والذين يسميهم البعض بـ “القيادي المزمن”.
في المقابل، تعتبر القيادة ان المؤتمر سيد نفسه، وان الشيوعيين يملكون الحق في الجلسات العامة في تعديل أي مادة في النظام الداخلي، بما فيها نسف النظام كله، مستذكرين المؤتمرات السابقة وكيف كان النظام الداخلي لـ “الشيوعي” يتغير بحسب اجواء المؤتمرين.
تضم اللجنة المركزية 60 شيوعياً، يتغيب نصفهم تقريباً عن الاجتماعات منذ سنوات. ومن أصل الذين يحضرون، فإن أغلبيتهم الساحقة (27 عضواً) لا يحق لهم الترشح، بحسب المادة الرابعة، فهل يخطو “الشيوعي” خطواته الاولى نحو تغيير حقيقي؟
على هذا الموضوع تحديداً يركز “البوانتاج” الشيوعي. وقد انقسم الى ثلاث فئات: أولى غالبة ترجح الميزان لصالح القيادة، واخرى وازنة معارضة، فيما يتمركز في الوسط معارضون يسمون انفسهم “معارضة السقف العالي ويمكنهم لو اتفقوا مع “معارضة حنا” أن يدفعوا نحو حسم بعض النقاط.
المكان السري لا بد ان يكشف ذلك، فيما لو بقي الود قائما بين رفاق الدرب. هذا ان تمكنت وسائل الاعلام من حضور المؤتمر، علماً أن ما يشاع هو عكس ذلك “فالشيوعي ليس بوارد دعوة وسائل الاعلام لنقل وقائع النقاشات الى الرأي العام اللبناني”.