بدأت التحضيرات لزيارة سيقوم بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للكويت، تحت عنوان “الشركة والمحبة والانفتاح على الجميع”.
وأكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض لصحيفة “الراي” الكويتية ان الموعد النهائي لزيارة البطريرك الراعي للكويت لم يتحدَّد بعد “ولكن الأجواء صارت مهيّأة وناضجة، وننتظر تنظيم جدول مواعيد اللقاءات وفق توقيت يتناسب مع توقيتنا وتوقيت السلطات الكويتية”، لافتاً الى ان “التحضيرات ستُستكمل، وتوجد في الكويت جالية مارونية كبيرة كما توجد كنيسة”، مذكّراً بأنه سبق للبطريرك الراعي عندما كان مطراناً ان زار الكويت واحتفل مع الجالية بعيد “مار مارون”.
ولم يشأ غياض، الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول هذه الزيارة، علماً ان البطريرك الراعي دأب منذ توليه السدّة البطريركية في اذار 2011 على القيام بجولات “عابرة للقارات” شملت دولاً عدة في اوروبا واميركا الشمالية واميركا الجنوبية وآسيا وافريقيا (يزور جنوب افريقيا في النصف الثاني من ايار المقبل) وأستراليا، وذلك في اطار سياسة مزدوجة الهدف ترمي الى إعادة وصْل ما انقطع في علاقة موارنة لبنان في الانتشار بوطنهم الأمّ وحضّهم على التمسك بجذورهم، وفي الوقت نفسه معاينة هواجس الجالية المارونية كما الانتشار اللبناني عموماً في الخارج ووضْعه في حقيقة ما يعيشه بلدهم وما يطلبه منهم.
وفي موازاة ذلك، تتجه الأنظار الى اللقاء الذي تستضيفه بكركي اليوم، مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي بناء على دعوة من البطريرك الراعي، وهو اللقاء الذي يكتسب أهميته لأنه يأتي في غمرة التوتر غير المسبوق في العلاقات بين لبنان ودول الخليج التي بدأ بعضها بإجراءت ترحيل وإبعاد بحق لبنانيين، تحت عنوان الانتماء او تأييد “حزب الله”.
واكدت مصادر بكركي لـ “الراي” ان الاجتماع هو استكمال للقاءات التي يعقدها البطريرك دورياً مع سفراء الدول، لافتة الى ان الاجتماع غايته “توجيه رسائل متبادلة وأن نظهر للعالم ان هناك حريصين على علاقات لبنان الخارجية”، وكاشفة ان “غبطته سيشكر سفراء دول مجلس التعاون على استضافة بلدانهم للبنانيين وما توفّره لهم من فرص عمل، اضافة الى دعم هذه الدول للبنان”، وموضحة ان “البحث سيتناول التشويش الحاصل على العلاقات مع بعض بلدان الخليج وبعض الغيوم العابرة في هذه العلاقات وأوضاع اللبنانيين فيها، وهم الذين يكنّون لها كل الاحترام والتقدير”.
وإذ لفتت الى ان بكركي لا تريد ولا يمكنها ان تأخذ مكان الدولة، أشارت الى ان “البطريركية المارونية التي لها أبناء منتشرون في غالبية الدول، تحرص انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه أبنائها كما تجاه كل اللبنانيين على علاقات واضحة وشفافة وايجابية وبنّاءة مع كل الدول، ولا سيما التي لطالما ارتبط بها لبنان بعلاقات ممتازة”.
وفي حين اكدت المصادر ان “بكركي ترفض الاساءة إلى لبنان من اي دولة، كما ترفض اساءة اي لبناني إلى أي دولة”، أشارت الى ان البحث لا بد ان يتطرق الى مجمل ملفات الساعة في لبنان والمنطقة، من الإرهاب الى الانتخابات الرئاسية في لبنان والمساعدة التي يمكن تقديمها للتسريع في إنهاء الشغور في سدة الرئاسة.