يعدّ جوزف صفرا المثال المفضل لمنظّري «المعجزة الاغترابية اللبنانية». فعلى نجاحات أمثاله بنيت أيديولوجيات تمجد الاغتراب اللبناني وقدرته على الإبداع والتألق أينما حلّ. كيف لا، وصفرا يصنف المصرفي الأكثر ثراء في العالم.
إلا أن الادعاء البرازيلي لا يشاركنا، كلبنانيين، النظرة الرومنسية لنجاحات صفرا الاغترابية، مع اتهام النيابة العامة البرازيلية له لموافقته المزعومة على دفع أكثر من 4 ملايين دولار رشى لمراجعي الضرائب لخفض أو إلغاء الغرامات على الضرائب غير المدفوعة، بحسب ما ذكرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية.
وبحسب بيان صادر عن مكتب المدعي الاتحادي في البرازيل، كان صفرا على علم بخطة المديرين التنفيذيين عام 2014 في بنك صفرا لدفع 15.3 مليون ريال برازيلي (4.25 ملايين دولار) كرشى. كما اتهم المدير التنفيذي السابق للبنك جواو إيناسيو بوغا الذي يزعم أنه تفاوض على مخطط الرشوة المدفوعة.
وعلى رغم أن البيان أوضح أن صفرا ليس متورّطاً مباشرة في عمليّة الفساد، لكن التنصّت أظهر أنّ بوغا كان يُطلِعُهُ على تقدّم المفاوضات الهادفة إلى تقليص الديون المستحقة على المصرف لمصلحة إدارة الضرائب، بنحو 1.8 مليار ريال، أي 443 مليون يورو.
وجاء في البيان أنّ بوغا لم يكن يهتم سوى بالمفاوضات والاتّصالات مع الأشخاص الآخرين المشمولين بالتحقيق، لكن القرارات كان يتّخذها «الفريق» بحسب تسمية بوغا، أي المساهم الأكبر ورئيس «مجموعة صفرا»، جوزف صفرا، ما يعني أنّ بوغا كان يعمل بتكليف مباشر منه.
ويحتل صفرا المرتبة الثانية على لائحة فوربس لقائمة الأثرياء العرب لعام 2015 بعد الأمير الوليد بن طلال مع ثروة تقدر بحوالى 17.3 مليار دولار.
وكان قد هاجر مع والده يعقوب الى البرازيل في خمسينيات القرن الماضي، ويشغل منصب رئيس شركة «مجموعة صفرا» ومنها بنك صفرا الوطني في نيويورك، و»بانكو صفرا» في ساو باولو البرازيل ومؤسسات مالية وتجارية حول العالم. ويحمل صفرا الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية، ويعد ثاني أغنى رجل في البرازيل بعد عملاق النفط ايك باتيستا. كما تملك مجموعة صفرا تاسع أكبر مصرف في البرازيل وهو «بانكو صفرا». وقد أنفقت مجموعته عام 2014 ملياري دولار للاستحواذ على بنك ساراسين أحد المصارف الخاصة في سويسرا، من رابوبنك الهولندي. وفي مطلع 2013، كان صفرا قد أنفق 285 مليون دولار على شراء جزء من بناية 660 «ماديسون أفنيو» في مانهاتن.