IMLebanon

لا منظور حلّ للأزمة اللبنانية!

francois-hollande-new-1

 

يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت بعد ظهر السبت في 16 نيسان الحالي في زيارة رسمية من ضمن جولة تشمل القاهرة التي ينتقل اليها الأحد ويبقى فيها لمدة يومين، وعمّان الثلاثاء للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. ويرافق هولاند في زيارته وزير الدفاع جان ايف لودريان ووزيرة الثقافة الفرنسية أودري أزوليه ورئيس معهد العالم العربي جاك لونغ.

وقال مصدر فرنسي مواكب للزيارة لصحيفة “الحياة” إن جولة الرئيس الفرنسي تأتي على خلفية ظرف إقليمي عام لا منظور فيه لحلّ للازمة اللبنانية، وفي ظلّ صعوبات كبرى تشوب المفاوضات السورية في جنيف على رغم تسجيل بعض التقدم في مكافحة تنظيم “داعش”، وفي ظل تعطيل في المسار السياسي السوري مع ظروف اقتصادية متوترة ناتجة من ازمة اللاجئين السوريين التي تلقي بثقلها على لبنان والأردن وتركيا. وقال المصدر إنّ في هذا الظرف هناك مبادئ سيؤكدها هولاند دعماً للشراكة مع هذه الدول ومعلناً عن بعض الاجراءات.

وأوضح المصدر أنّ هولاند يبدأ بزيارة لبنان لأنه لا يمكنه ان ينتظر إيجاد حل للأزمة السياسية، وكي يؤكد أنّ فرنسا ملتزمة استقرار لبنان وأمنه ووجوده وسيادة أراضيه وتطبيع الحياة السياسية فيه، ولا يمكن لفرنسا ترك لبنان وحده في وقت تلاحظ أنّ الضغوط الناتجة من الصراع السوري تتكثف يوماً بعد يوم عليه.

وترى باريس، وفق المصدر أنّ تعطيل المؤسسات اللبنانية مع وجود أزمة اللاجئين السوريين يؤدي الى توتر اجتماعي واقتصادي قوي جداً في لبنان، وفي هذه الظروف يرى هولاند أنّ عليه زيارة لبنان، ليس لحل جميع هذه المشاكل بعصا سحرية لأنّ ذلك غير ممكن، ولكن ليقول للبنانيين ان فرنسا لا تتركهم وعليهم تسريع الجهود لإيجاد حل للتعطيل الحاصل، ولتقول للأسرة الدولية والدول المجاورة للبنان أن هذا البلد مهم وينبغي تحفيز الجهود لمساعدته.

وعمّا اذا كانت زيارة لبنان تقتصر على تضامن كلامي، قال المصدر إنّ السياسة تتمثل بمبادرات ملموسة، فهولاند سيلتقي جميع المسؤولين اللبنانيين وعدداً كبيراً من الشخصيات التي تلعب دوراً في امكان الخروج من الأزمة، وسيكون اللقاء في قصر الصنوبر على عشاء عمل تشارك فيه شخصيات مسؤولة ورؤساء أحزاب ووزراء وممثلون عن المجتمع المدني. وتشير المصادر إلى أن وزراء “حزب الله” غير مدعويين.

وعما اذا كان سيلتقي ثنائياً المرشحين لرئاسة الجمهورية، قال المصدر إنّ هذا يعود للرئيس وكيفية تصوره للقاءاته، ولكن المهم له في هذه الزيارة انها مناسبة للقائه عدداً كبيراً من المسؤولين وليقول لهم ان ليس لنا ان نقوم بما يجب ان تفعلوه مكانكم ولكن يجب أن تقوموا بفك تعطيل الرئاسة حتى ولو أن العامل الاقليمي يؤثر في التعطيل. يجب أن تبذلوا كل الجهود لأن مصلحة لبنان أهم من مصلحة كل طائفة معينة.

وقال المصدر إن هولاند سيزور رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبيرة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في البرلمان وسيلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي.

وأضاف المصدر أنّ اتصالات باريس والسعودية، تشير الى أنّ كلّ ما يناسب اللبنانيين يناسب المملكة العربية السعودية عموماً والبرهان أنّهم كانوا وافقوا على مبدأ ترشح النائب سليمان فرنجية للرئاسة من منطلق انه لو كانت القوى السياسية اللبنانية تؤيّد هذا الترشيح فالسعودية لا تعارضه. واليوم، وفق المصدر، فإنّ الحلف بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النيابي ميشال عون للرئاسة لا يبدو ان في إمكانه الحصول على اجماع من السياسيين. فرئيس جمهورية لبنان ليس رئيس المسيحيين بل هو رئيس كل لبنان وينبغي ان يحصل المرشح على أصوات الغالبية في البرلمان وهذا الحلف ليس له هذه الغالبية. وفي المقابل فإن طرح فرنجية وزعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ليس له غالبية في البرلمان. وما تريد باريس قوله وما سيقوله هولاند أنّ ليس شأن فرنسا ان تعين المرشح فهذا شأن لبناني. والمسؤولون اللبنانيون وحدهم يعرفون المعادلات الرابحة، وما يحتاجون اليه ان يوافق عدد من المسؤولين على ابداء مصالح المؤسسات اللبنانية على مصالح حزبية معينة.

وعن الموقف الإيراني من الرئاسة اللبنانية، قال المصدر إنّ ما يقوله الايرانيون نسخة عن خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله وهو أنّ الوقت لم يأتِ بعد لانتخاب رئاسي وإن طهران تقول إنها لا ترى كيف يمكن حل الأزمة السياسية اللبنانية طالما الصراع السوري لم يحل.

وعن إيقاف الهبة السعودية للجيش اللبناني وهل تتوسط فرنسا لدى السعودية لإعادتها، قال المصدر إنّ الأمر بيد اللبنانيين الذين لا تنقصهم قنوات مع السعودية. فلبنان والمملكة لديهما علاقات وثيقة ولا يحتاجان الى وساطة آخرين. وما تقوله باريس للجميع إنّ الجيش اللبناني جزء اساسي من مؤسسات لبنان يؤمن صمود هذا البلد وأظهر أنّه مؤسسة لها أجندة لبنانية وليست حزبية وينبغي تعزيز هذه المؤسسة، خصوصاً في وجه “داعش”، وباريس تلاحظ ان الإدارة الأميركية لها رأي مماثل بالنسبة الى الجيش اللبناني.

وقالت مصادر ديبلوماسية إنّ زيارة هولاند ليست “للتدخل في شؤون لبنان إنما لدعمه”، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان سيلتقي المرشحين للرئاسة.

وعن لقاء هولاند “حزب الله”، شدّدت المصادر على أن الرئيس “ملتزم القرار الأوروبي بالنسبة إلى حزب الله”. وينص القرار على أن الجناح العسكري لـ”حزب الله” هو على لائحة الإرهاب. ووزِّع برنامج زيارة هولاند لبنان. وهو برنامج مكثف باللقاءات في زيارة تستمر نحو 25 ساعة. ويتخللها زيارة تجمعات للاجئين السوريين صباح الأحد في البقاع.

وفي هذا السياق، التقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أمس في باريس، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية وركزت على “ضرورة استمرار الدعم الدولي المنسق للبنان لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه البلاد، خصوصاً تلك الناجمة عن تداعيات الصراع في سوريا”.

وأشارت صحيفة “الجمهورية” الى أنّ الرئيس الفرنسي سيلتقي خلال زيارته وفداً من “حزب الله” برئاسة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد.

وفي المعلومات أنّ هولاند سيلتقي فور وصوله رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي في مجلس النواب فيُعقد بدايةً لقاءٌ خاصّ بينهما، ثمّ يليه لقاء موسّع ينضمّ إليه نائب رئيس المجلس فريد مكاري ورؤساء كتل نيابية.

وتضيف المعلومات أنّ زيارة هولاند ترتدي طابَع زيارة العمل وستتناول مجملَ التطوّرات المتعلقة بالأزمة اللبنانية وبالأزمات الإقليمية وانعكاساتها على لبنان والمنطقة.

وأشارت صحيفة “الأنباء” الكويتية الى أنّ ثمة إشكالية ظهرت في برنامج زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أثارتها بعض الأوساط الدينية نتجت عن عزم زيارة هولاند المرجعية الدينية للموارنة، أي البطريرك بشارة الراعي في بكركي، بينما وجهت الدعوات للمراجع الدينية الإسلامية والمسيحية الأخرى للقائه في قصر الصنوبر.