Site icon IMLebanon

الحريري – ميقاتي… متى اللقاء؟

 

 

ذكرت صحيفة “الجمهورية” أن مَن يراقب أداءَ قيادة «المستقبل» في طرابلس، قبل أسابيع على انطلاق الانتخابات البلدية، يخرج بانطباع مفاده أنّ التيار أخذ قراره بأنّ عنوان انتخابات بلدية طرابلس هذه المرة هو احترام إرادة المجتمع المدني، وكلّ ما عدا ذلك تفاصيل!أعلن الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري لمرة واحدة وأخيرة في خطاب ألقاه في عكار، أنّ التيار سيخوض الاستحقاق البلدي في بيروت وطرابلس وصيدا، تاركاً للعائلات والعشائر في المناطق الأخرى والقرى فرصة التشاور في ما بينها للوصول الى لوائح توافقية يباركها التيار في نهاية المطاف.

أما في حال فشل التوافق، فإنّ «المستقبل» سيقف على الحياد، باعتبار أنّ معظم العائلات في عكار والضنية والمنية وغيرها من المناطق قريبة منه، وتلتزم نهجه وخطه السياسي العام.

في طرابلس، يبدو أنّ «المستقبل» مرتاح تماماً للوضع فيها، ولما يدور في كواليس المفاوضات القائمة على قدم وساق بينه بين مختلف الأفرقاء السياسيين في المدينة، بحسب ما تؤكد مصادر مطّلعة على أجواء المشاورات.

الحفاظ على تمثيل العائلات الروحية

وتوضح تلك المصادر لـ«الجمهورية»، «أنّ اللقاء المرتقب بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي يُطبخ على نار هادئة، بعيداً من الضجيج الاعلامي، وضمن حلقة ضيّقة جداً، لتأمين سبل نجاحه وأهمية ما سينتج عنه»، مضيفة: «نحن وإياه على الموجة نفسها، وعلى هذا الأساس نقول إنّ اللقاء بين الرئيسين أصبح وشيكاً.

وسنؤيّد مَن تتوافر لديه المواصفات المطلوبة، وفي طليعتها، أن يقدّم مشروعاً متكاملاً ورؤية واضحة مع فريق عمله لانقاذ المدينة». وعلى هذا الأساس تقول المصادر: «سيترك له حرية اختيار أعضاء المجلس البلدي، من خلال تشكيل لائحة لا تتضمّن أسماء حزبية، أو لديها التزام مع أيّ مكوّن سياسي في المدينة».

وتؤكد: «أيام قليلة ويخرج الدخان الأبيض، وكلّ القوى السياسية ستحيط مَن سيُجرى اختياره بالعناية اللازمة، تاركةً له كلّ الحرّية لاختيار فريق عمله، وتقديم تصوّر عام لما يمكن أن يقوم به خلال السنوات الست المقبلة».

مصادر قيادية في «المستقبل» توضح لـ«الجمهورية» أنّ «التيار ينطلق في العملية الانتخابية في طرابلس تحت مظلّة التوافق لتأمين أربعة معايير:

أولاً: الحفاظ على تمثيل كلّ العائلات الروحية في المدينة، باعتبار أنّ أيّ احتدام سياسي في المعركة الانتخابية قد يغيّب المكوّن المسيحي أو العلوي عن المجلس البلدي، وهو ما لن نسمح به إطلاقاً.

ثانياً: نحاول من خلال ما نقوم به إبعاد المدينة من أجواء التشنّج والشحن بين أبنائها، وتهيئة الظروف المناسبة لتكوين فريق عمل بلدي مؤهّل وقادر. وإلّا فما هي الفائدة التي ستجنيها المدينة في حال جرت معركة انتخابية حامية الوطيس بين مختلف المكوّنات السياسية؟

ثالثاً: إنّ التوافق الذي يتم العمل عليه، لا يعني بتاتاً إلغاء العملية الديموقراطية، هناك لوائح ستشكل خارج إطار التوافق، وكذلك الأمر بالنسبة الى المرشحين المستقلّين، وقد بدأنا نسمع عن إعلان ترشيحات فردية، إضافة الى تشكيل لوائح مختلفة، وهذا أمر ضروري وحيوي.

 

رابعاً: ما يحصل هذه المرة، لا يشبه أبداً ما تمّ في السابق، ولا يكرّر التجربة الماضية كما يحاول البعض الترويج له. ما يجرى اليوم، هو التوافق على اسم من خارج الاصطفاف السياسي، يُترك له المجال تماماً لاختيار فريق عمله بعيداً من المحاصصة السياسية».

وتشدّد المصادر على أنّ «هدفنا إيصال شخصية من المجتمع المدني تتمتع بالكفاءة اللازمة، ولديها رؤية للمرحلة المقبلة، اضافة الى تأمين وصول مجلس بلدي متجانس، يتمتع أعضاؤه بالكفاءة والجدارة، كلٌ بحسب اختصاصه، يتبادلون الخبرات بعضهم مع بعض في سبيل إعادة بناء مدينة عصرية وحديثة، تعيد طرابلس الى الخريطة الاقتصادية والسياحية في لبنان وعلى صعيد المنطقة. ونحن من جهتنا، سنوفّر لهذا المجلس كلّ الدعم اللازم، ونسخّر علاقاتنا الداخلية والخارجية من أجل نجاحه في المهام الموكولة اليه».

ثمّة مَن يقول إنّ أجواء طرابلس هادئة لغاية اللحظة، باستثناء ترشيحات فردية من هنا وهناك، واعلان نواة لائحة «إنقاذ طرابلس»، مع إلغاء أحد النواب السابقين فكرة ترؤس لائحة لخوض غمار الاستحقاق البلدي. الجميع في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات السياسية، والتي يبدو أنّ نتائجها الايجابية ستخرج الى العلن في اللحظة التي تُحسم فيها مسألة إجراء الاستحقاق الانتخابي!