تبادلت هيلاري كلينتون التي تتصدر السباق الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، الهجمات مع منافسها السيناتور بيرني ساندرز بشأن الخبرة والحكم السديد أمام حشود غفيرة في مناظرة هامة جرت، الخميس، قبل خمسة أيام من الانتخابات التمهيدية التي تجري في ولاية نيويورك.
وكانت مناظرة الخميس هي الخامسة التي تجري بين الاثنين فقط، وكشفت عن الضغوط المتصاعدة في السباق على البيت الأبيض للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في الثامن من تشرين الثاني المقبل.
وامتدت الانتقادات المتبادلة لتشمل وول ستريت وقضية الأسلحة الحساسة في الولايات المتحدة وقضايا أخرى، وعلا صوت الاثنان وسط حشد انقسم بينهما بالتساوي تقريباً كان يهلل لمرشحه المفضل.
واضطر محاور “سي.إن.إن” وولف بليتزر إلى التدخل بينهما خلال المناظرة التي جرت في بروكلين بنيويورك، قائلاً: “إذا واصلتما الصراخ في وجه بعضكما البعض، فلن يستطيع الجمهور سماع أيّ منكما”.
وخلال استطلاعات الرأي التسعة الأخيرة التي أجريت في نيويورك، وهي الولاية التي ولد فيها ساندرز وخدمت فيها كلينتون ثماني سنوات كسيناتور، تقدمت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة على منافسها بفارق في خانة العشرات قبل الانتخابات التمهيدية التي تجري في الولاية يوم الثلاثاء المقبل على الطريق لعقد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في تموز ثم الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني.
وبعد انتهاء المناظرة التي استمرت ساعتين، قالت شركة “براندوتش” التي تحلل التوجهات في وسائل التواصل الاجتماعي إنّ ساندرز تلقى أكثر من 173 ألف تغريدة على حسابه على تويتر 55 في المائة منها ايجابية بينما تلقت كلينتون أكثر من 191 ألف تغريدة على حسابها 54 في المائة منها سلبية.
وأقرّ ساندرز الذي كان قد شكّك من قبل في مؤهلات وزيرة الخارجية السابقة لتولي مقعد الرئاسة في البيت الأبيض، بأنّها أهل لذلك، لكنّه طعن في أحكامها وقراراتها منها الحصول على أموال من وول ستريت مقابل الخطب التي تلقيها وتصويتها وهي سيناتور لصالح غزو العراق عام 2003 ودعم اتفاقات التجارة الحرة.
وقال في المناظرة: “هل تتحلى الوزيرة كلينتون بالذكاء والخبرة لتولي الرئاسة؟ نعم بالقطع لكنّي أشكك في سداد أحكامها”، مضيفاً: “إنّي اشكك في حكمها حين صوّتت لصالح حرب العراق أسوأ سقطة في السياسة الخارجية في تاريخ هذا البلد. وأشكك في حكمها بإدارة لجان العمل الانتخابي التي تجمع عشرات الملايين من أصحاب المصالح الخاصة. وبالتالي لا أعتقد أنّنا بحاجة لهذا النوع من الحكم”.
وردّت كلينتون بأنّ هذا الاتهام موجه أيضاً للرئيس باراك أوباما الذي جمع المال حين كان مرشحاً من وول ستريت ولجأ إلى استخدام لجان العمل الانتخابي، وهي جماعات تمويل خارجية يمكنّها جمع أموال لا حصر لها.
وقالت كلينتون إنّ ساندرز يفتقر إلى العمق في القضايا السياسية، واستشهدت بمقابلة له مع مجلس تحرير صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” حين فشل في شرح وجهة نظره عن كيف سيحقق هدفه المعلن مراراً في تفتيت البنوك الكبرى.
كما انتقدت كلينتون ساندرز، وهو سيناتور من فيرمونت، لأنّه صوّت في مجلس الشيوخ لصالح مشروع قانون يحمي مصانع السلاح من الملاحقة القانونية إذا استخدمت منتجاتها في ارتكاب جرائم، وهاجمته حين ضحك وهي تتطرق إلى هذه القضية وقالت له: “المسألة لا تضحك”.