Site icon IMLebanon

الحكومة إلى تصريف أعمال؟

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

لبنان متجه الى حل على أساس ثنائية رئاسية وحكومية، لجهة انتخاب رئيس من قوى “8 آذار” يحظى بتأييد السواد الأعظم من “14 آذار”، ورئيس حكومة من “14 آذار” يحظى بتأييد القوة الأساسية من “8 آذار”.

هذا ما يقوله مرجع رسمي في جلساته الضيقة، وهو يرى أن التسوية في لبنان ستكون “نتاج التفاهم بين مكوّني ثنائي حركة أمل وحزب الله من جهة وتيار المستقبل من جهة اخرى، وفور جلوس الجانبين الايراني والسعودي الى طاولة التفاوض حول الملفات الاقليمية ستتقدم صيغة رابح ـ رابح لتصبح أمرا واقعا في لبنان”.

يعتقد المرجع الرسمي ان “الأقدر على التسامح هو الأصلح لقيادة المرحلة المقبلة في لبنان، وثنائي سليمان فرنجية ـ سعد الحريري، كون الأول ينتسب الى عائلة شهيدة والثاني هو ابن شهيد، يعرفان معنى التضحية وقساوتها، وقداسة الدم الذي أهرق على مذبح الوطن، خصوصا الدم المقاوم الذي هزم العدو الاسرائيلي وحقق نصرا بلا قيد ولا شرط في العام 2000 وفي حرب تموز العام 2006”.

ويختصر المرجع بأسئلته سر تفاؤله “هل قام الحريري بزيارة فرنجية في بنشعي؟ ولماذا أعلن عن الزيارة ليسحب الخبر لاحقا وما هي التركيبة التي يعمل عليها؟ ماذا فعل السفير السعودي علي عواض عسيري خلال زيارته وزير الخارجية جبران باسيل؟ ولماذا صدر خبر رسمي وزّع عن الخارجية تضمن عبارات مثل ان السفير عسيري خرج مرتاحا وملامح الارتياح بادية على وجهه؟ ولماذا عسيري عكس في تصريح لإحدى الصحف جواً إيجابياً عن اللقاء الذي اختصره بالقول انه مثمر وجيد وإيجابي؟”.

إقليمياً، يرى المرجع ان “التقارب السعودي ـ المصري يهدف الى استيعاب تدريجي للإخوان المسلمين وتوحيد موقف الدول العربية التي تدور في الفلك السعودي مع مصر في مواجهة الاندفاعة التركية، لان زيارة رئيس الوزراء التركي داود اوغلو الى ايران أقلقتهم كثيرا، وسط حديث عن دولة بحكم ذاتي للأكراد”. ويشير الى أن أي خلل يحصل في الداخل التركي على صعيد المكوّن الكردي، يشعر مصر والسعودية والدول الخليجية بقلق كبير، لأنه يفتح الباب أمام خروج العرقيات والإثنيات وحتى المذاهب من قمقمها. اذاً من الأسباب الرئيسية للتقارب الاستراتيجي بين السعودية ومصر تقوية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الداخل بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من أربعين في المئة من الشعب المصري ضده”.

ويؤكد المرجع “ان الرئيس السوري بشار الاسد ومعه الحلفاء سيستعيدون القسم الأكبر من الأراضي السورية، والآن التركيز على حلب التي ستكون كلفتها عالية جدا ولكن لا مناص من استعادتها، وسيتم حصر الإرهاب في الرقة لتكون الضربة النهائية لتنظيم داعش بشراكة عالمية، وهذا المخطط وُضع له سقف زمني من الآن الى سنة، وتم تغيير استراتيجية المواجهة بعدما تغيرت في العراق، والتركيز على منع أي تواصل بين داعش الموصل وداعش الرقة”.

الى ماذا يقود ذلك؟

يجيب المرجع “في ظل هذه الحالة هذا يعني أن إنجاز انتخابات الرئاسة سيطول، ولكن الخشية من أن تتحول الحكومة الحالية الى تصريف أعمال أمر وارد في أي لحظة”. ويضيف “صحيح هناك كلام كثير عن ليونة سعودية، لكن ليس الى درجة القبول بالعماد ميشال عون، خصوصا أن لا قيمة لعامل الوقت في الحسابات الرئاسية، إلا اذا كان باسيل، كعادته، استنتج أمورا خطأ ولم يتنبه الى ما يقول، فهو يقول ان الجو مع عسيري كان ممتازا بعدما شرح له ما حصل في اجتماع القاهرة الشهير وان لا سبب للزعل منه، فهذا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اتخذ الموقف ذاته في اجتماع وزراء الداخلية العرب ورئيس الحكومة يقول الموقف ذاته استنادا الى البيان الوزاري”.