نشرت “العربية” تقريرًا بعنوان “لبناني سيصبح رئيس خامس دولة مساحة وبالسكان في العالم”، وقالت: “سكان البلاد التي سيصبح رئيسها، وعددهم 206 ملايين، هم 40 مرة أكثر من سكان لبنان البالغين 5 ملايين حالم منذ عامين بانتخاب رئيس تتأجل الجلسات النيابية دائماً للاتفاق عليه، ومساحتها الأكبر من 8 ملايين و515 ألف كيلومتر مربع، تزيد بأكثر من 814 مرة عن مساحة لبنان، البالغة 10 آلاف و452 كيلومتراً مربعاً. البلاد قارة اسمها البرازيل، والمقبل على المنصب الأول فيها هو ميشال تامر، أول لبناني الأصل وأول حاصل على الجنسية اللبنانية يحتلّ المنصب الأول في دولة بهذا الحجم بالعالم، حيث عدد اللبنانيين فيها أكثر من 6 ملايين مغترب ومتحدر، ومنهم من حاول في الماضي الوصول إلى المنصب نفسه هناك، وأشهرهم باولو سليم معلوف، المتحدّر من مدينة زحلة في الشرق اللبناني، لكن لم يكن لأي منهم حظ ولا نصيب”.
تامر نائب لرئيسة البرازيل، ديلما روسّيف، منذ فوزها بالرئاسة قبل 6 سنوات كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ بلاد الأمازون، ونائبها أيضاً منذ أعادوا انتخابها في 2014 لولاية ثانية من 4 سنوات، إلا أنّها لن تكملها بالتأكيد، طبقاً لما استنتجته “العربية” من مراجعتها لمعظم وسائل الإعلام البرازيلية المهمة في اليومين الماضيين، وكلها تجمع بأنّ النتيجة هي لصالح عزلها الأكيد، ولأنّه نائبها فسيكون هو البديل على رئاسة البرازيل الشهر المقبل على الأكثر.
تامر، محامٍ حامل بكالوريوس بالحقوق من جامعة سان باولو، ودكتوراه بالمادة نفسها من الجامعة الكاثوليكية في المدينة، وكان رئيساً لمجلس النواب 3 مرات، هو أصلاً من قرية في “قضاء الكورة” بالشمال اللبناني، اسمها “بتعبورة” وهاجر منها والده نخلة تامر بأواخر 1925 إلى حيث كان له شقيق في البرازيل، وترك في “بتعبورة” زوجته كاترين وأم أولاده الثلاثة، ثم لحقت به العائلة بعد 3 أعوام، وفي البرازيل ولد له 5 أبناء آخرين، أصغرهم ميشال تامر، ولم يبق حياً من الجميع إلا هو و3 أشقاء.
وتعذب الأب المهاجر إلى برازيل ذلك الزمان كثيراً “لأنه لم يكن ملماً بكلمة من لغتها، ولا بمعلومات عنها، وكانت حال شقيقه الذي أغراه بالمجيء إليها غير ميسورة، لكنه وجد سلاحه بجمع القرش فوق الآخر، حتى أصبح لديه ما اشترى به مزرعة صغيرة، كان يبيع ما يحصده من زرع فيها، ثم بنى طاحونة للأرز والبن، ساعدته على تحسين أحواله”.
ميشال تامر، ولد في 1940 ببلدة Tietê في ولاية سان باولو، وهو الرئيس منذ 15 سنة لـ”حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية” المعروف بأحرف PMDB اختصاراً، وهو جدّ لخمسة أحفاد وأب لثلاث بنات وابنين، أصغرهم عمره 7 أعوام، وهو الوحيد من زوجته الحالية مارسيليا تيديشي أراووجو، المعروف بأنها ملكة جمال سابقة، اقترن بها في العام 2003 وتصغره بأكثر من 42 سنة، فيما له 3 بنات من زوجة سابقة، وابن من علاقة بصحافية لم يتزوجها.
ولم يقم أحد من أبنائه بزيارة لبنان حتى الآن، لكن تامر المعروف بأنه أحد أشهر الماسونيين في البرازيل، ذكر مراراً في مقابلات عدة، أن بعضهم “تواق لذلك وينتظر فرصة مناسبة”. أمّا هو فلم ينتظر، وزار لبنان مرتين: في 1997 كرئيس لمجلس النواب، ورافقه إثنان من 3 أشقاء ولدوا فيه، وثانية في 2011 بدعوة رسمية، فبقي وزوجته 5 أيام، شارك أثناءها كنائب لرئيسة البرازيل باحتفالات لبنان بعيد استقلاله، ودشن وقتها ما سموه brasiliban أو “المركز الثقافي البرازيلي اللبناني” ومنحه الرئيس ميشال سليمان الجنسية اللبنانية.
في تلك الزيارة، قام وزوجته بزيارة القرية التي ولد فيها معظم أفراد عائلته، ويعود بجذوره إليها، أي “بتعبورة” التي أكّد رئيس بلديتها بسام بربر، المحامي المقيم في بيروت متابعته للوصول المرتقب لابن قريته إلى رئاسة خامس دولة مساحة وبالسكان في العالم، فذكر أنّ في القرية التي وعد بأنها ستنظم مهرجاناً تكريمياً للمناسبة، شارع يحمل اسم ميشال تامر، كما يوجد فيها نصب تذكاري لأبيه، كتبوا فيه “هنا ولد نخلة تامر، والد ميشال تامر، رئيس جمهورية البرازيل”.