كتب وسام اسماعيل في صحيفة “النهار”:
تعلم الأحزاب جيداً، ويدرك المجتمع المدني أن للعمل البلدي أهمية وضرورة كاملين، ويجب أن تعمل كل الحركات السياسية والمدنية للتوصل الى مجالس تمثيلية بلدية، غير أن العصبيات العائلية في بلدة بدنايل – غرب بعلبك منعت من الوصول الى التزكية بعد محاولات عديدة من مؤسسة العمل البلدي في “حزب الله ” وفاعليات البلدة لإتمام الأمر.
“الحزب يراعي الأهواء العائليّة لأنصاره وإلا”… “لنا ديننا وله دينه”، لذلك كان لا بدّ من أن تكون الأحزاب في خدمة العائلات، وقد رفض “حزب الله” لعبة “تناتش” الكعكة البلدة في بدنايل وترك الأمر لهيئات البلدة وأهل الرأي فيها، فباتت الصورة شبه واضحة بعد إعلان المرشحين علي جواد سليمان والمهندس محمد نور سليمان أن سقفهما السياسي هو “حزب الله” وأنهما سيعملان في المستقبل تحت رعاية العمل البلدي للحزب، لذا كان قرارهما ترك الخيار الانتخابي لعائلات البلدة في إطار التنافس الحضاري.
لا برامج انتخابية ولا وعود إنمائية ولا انقسام على مشاريع في بلدة بدنايل، بل خلفيات عائلية تبقى أقوى من الانتماء إلى الحالة الحزبية، وفضلت قيادة “حزب الله” عدم الغرق في رمالها العائلية المتحركة، والوقوف على الحياد ورعاية الاتفاق، مما يسمح للحزب بالحفاظ على علاقاته المتينة بكل أبناء البلدة حيث له نفوذ كبير جدا.
وشبح المعركة الانتخابية القاسية والتي سيكون بعضها بين أفراد العائلة أو البيت الواحد، يخيم على بدنايل، مما يجعل العائلية وروابط الدم تتحكم في هذا الاستحقاق بقوة تبدو أقوى وأشد من كل العقائد الحزبية ومبادئها.
وفي بدنايل نحن أمام حماسة أهل البيت الواحد، يتنازعون المناصب، وباتت العائلة الواحدة الأكبر، سليمان والعائلات الرديفة لها، منقسمة بين من يدعم اللائحة التي يترأسها رئيس المجلس البلدي الحالي علي جواد ومن يدعم اللائحة الثانية التي يترأسها المهندس محمد. ولكن ماذا سيكون دور المرشحين المستقلين في بدنايل في ضوء الاتفاق بين “المارد السليماني”، خصوصا بوجود عدد لا بأس به من السوريين المجنسين؟
وثمة مَن يسعى من الأهالي والجهات الحزبية في بدنايل الى ألا تفقد الانتخابات البلدية هذه السنة ثلاثة أمور تؤثر سلباً على غاية المجالس البلدية وأهدافها ووجودها، هي:
– عدم إتاحة الوقت الكافي للناس لجعلها انتخابات فعلية غير “مسلوقة” ليتاح لهم البحث في شؤون بلداتهم وحاجاتها الإنمائية.
– عدم التمكن من اختيار مرشحيهم على أساس الكفاية والنظافة وخبرة العمل في الشأن العام في غياب البرامج الإنمائية.
– افتقادها التمثيل السليم لأنها تجري على أساس قانون أكثري مماثل لقانون الانتخابات النيابية الذي مضت عليه 50 سنة.
وفي ظل الاستعجال في تشكيل لوائح المرشحين المحكوم بضيق الوقت وبروز العصبيات العائلية، يشدد المرشح علي جواد سليمان عبر “النهار” على الحرص على تعزيز الطابع الديموقراطي والشعبي السليم للانتخابات في البلدة وتخفيف حدة النفور أو العصبيات العائلية المحلية، وإبراز الدور الانمائي الضروري والحاجة اليه في البلدة. ويقول: “سنتمثل معا في المجلس البلدي لزيادة أواصر اللحمة ولإعطاء اللبنانيين عموما نموذجاً يحتذى، وسنبذل المستحيل لتحقيق ذلك ونعمل على عقد اللقاءات مع الجميع، هادفين الى تمثيل الجميع لما فيه مصلحة أهلنا وبلدتنا”.
وعن المرشحين في اللائحتين المتنافستين، أكد سليمان ان التحدي يكمن في مدى قدرة الجميع على تحسين الاداء البلدي من خلال حسن الاختيار، وتحصين المجلس بنوعيات متفرغة للعمل توصلا الى تكريس العقل التنموي”.